الأربعاء، 30 يوليو 2014

مهازل بلديه الطوال لا تتوقف ..

  •   إستمراريه مهازل بلديه الطوال التي لا تتوقف

 

مهازال بلدية الطوال لا تتوقف الا بتنظيفها من رؤوس الفساد التي قابعه وري اورقتها ,,

 

فلقد أصبح معظم المتهمين بالفساد فى منطقه جازان قاب قوسين أو أدني من البوح بالمستور وذلك بعد أن تعددت الفضائح

 

وتكشفت حقائق مؤلمه للغايه وما كانت بلدية محافظة الطوال وصور المهازل التي تقوم بها بأستمرار . والتخطيط العشوائي

 

والمجسم اعلاه فى احدي واجهات القري التابعه لمحافظه الطوال  إلا حلقه من جملة حلقات عدة شملت عدة فروع للوزارات .

 

من مياه وكهرباء والصحه ,,

 

وكالعادة أصيح الأعلاميون  في منطقة جازان متهمون بالخيانة وتشويه سمعة المنطقة التي ينتظرها مستقبل شيكاغو !
إلا أنه ومع الأسف أصبح الإعلاميون من خارج جازان هم الصوت الأقوى في محاربة الفساد المتنامي بالمنطقة التي تكاد ومن خلال ما نتابعه من قرارات وتعاملات لا تتوافق وبقية مناطق البلاد وكأنها حكومة مستقلة ، ولعل هناك برزخ بين سمو أمير المنطقة وما يجري خارج أروقة الإمارة فحين تصل إلى سمو أمير المنطقة تجد العكس تماما عما تسمعه وتشاهده من المسؤولين خارج مكتب سموه ، أمد الله في عمره
فيفاء نيوز تشارك بقية منابر المنطقة وكتابها في نشر تفاعلات الرأي الإعلامي والرأي العام عن ملف الفساد الإداري في جازان والذي يحتاج إلى حل بشكل عاجل وغير أجل كون جازان بوابة لا تقبل الزحام ؟
وإليكم رؤوس أقلام مما تداولته مواقع التواصل الاجتماعي

 

الثلاثاء، 15 أبريل 2014

مهازل واستهتاركهرباء جازان بارواح أبناء محافظة الطوال

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
إن إنتشار الفساد الإداري في كثير من الدول المتقدمة منها والنامية في مختلف المستويات الإدارية، يجعل من المناسب تسليط المزيد من الضوء على هذه الظاهرة الخطيرة،
وبهذا الخصوص لقد قمت بجوله فى شوارع محافظه الطوال التابعه لمنطقه جازان وللاسف وجدتها لا تنتمى لدوله غنيه وذات إقتصاد كبير ,,
ومن الصعب الوصول أو الاتفاق على تعريف محدد للفساد الإداري بحيث يكون تعريفا شاملا ودقيقا، فنجد أن أغلب التعريفات للفساد الإداري تتطرق إلى جانب أو أكثر من جوانب الفساد الإداري، إلا أن هناك من يعرف الفساد الإداري على أن يعني كل موظف يقبل أو يحصل أو يوافق على تسلم أو يحاول الحصول من أي شخص لنفسه أو أي شخص آخر على نوع من المكافآت غير المشروعة كدافع للقيام بأداء خدمات نفعية أو إجراء مضايقة لشخص مـا أثناء ممارسته نشاطاته الرسمية. كما أن هناك بعض المصطلحات الشعبية الدالة على وجود فساد إداري بشكل أو بآخر، مثل "ادهن السير" أو "شد لي واقطع لك" أو "مصالح متبادلة " أو "دبر عمرك".
ومن صور الفساد الإداري الرشوة, الاختلاس, التزوير, السرقة, الغدر بالمال العام, الغش, تزوير فواتير الشراء أو إعداد فواتير وهمية, ترسية المناقصات على شركات معينة تم الاتفاق معها مسبقا, الشراء من مؤسسات أو شركات يملكها أقارب صاحب القرار, سوء استخدام السلطة الرسمية وتوظيفها للمصلحة الشخصية, توظيف أفراد غير مؤهلين في وظائف شاغرة أو وظائف قيادية, المحسوبية, المحاباة, التسيب الوظيفي في جميع صوره, الاستهانة بالملكية العامة,
ويمكن القول إن أوضح صور الفساد الإداري هي: الرشوة، الاختلاس والمحسوبية.
ولكن قبل ان نقوم بهذه الجوله داخل محافظه الطوال ,, احب ان اختم مقالتى بأن الفساد الإداري يعد من المعوقات الرئيسية أمام عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية, ويؤدي كذلك إلى عدم العدالة, وذلك بحصول أفراد على حقوق الآخرين بطرق غير شرعية وعلى حساب المصلحة العامة, كما يؤدي الفساد إلى فساد الذمم والضمائر وانهيار أخلاقيات وقيم العمل, وكذلك انهيار المجتمع, ويؤدي الفساد الإداري أيضا إلى الاستهانة بالملكية العامة وانعدام الحس الوطني تجاه المال العام, كما يؤدي إلى عدم المبالاة في العمل وعدم الحرص عليه أو إنجازه, وكذلك يؤدي الفساد الإداري إلى عدم تقديم الخدمة للمواطن أو للمراجع بالشكل الصحيح إلا بمقابل مادي أو مصلحي (منافع متبادلة).
وبشكل عام فإن الفساد الإداري بجميع أنواعه وصوره يعد أفيون الشعوب المدمر للمجتمع في جميع جوانب الحياة الاقتصادية, الاجتماعية, الأخلاقية, السياسية, والإدارية.
الجوله الميدانيه داخل محافظه الطوال كانت قبل حوالي عشره اشهر بخصوص البنيه التحتيه وسبق وأن توجه أبناء محافظه الطوال برسالة عاجله لسيدي صاحب السمو الملكي الامير / محمد بن ناصر أمير منطقه جازان حفظه الله ورعاه وكانت تحكي عن معاناتهم التى كانت بطلتها الرئيسيه بلدية الطوال من مهازل واهمال واضح منها ومن منسوبيها,,
والأن يوجد ظاهره ربما انها الاخطر من نوعها على ابناء محافظه الطوال دون استثناء أحدآ منهم ,, هذه الظاهره لو سكتنا عنها فسوف تقع كارثه لا مثيل لها على مستوى المملكه عامة ومستوي المنطقه خاصه ,, وهى اهمال ومهزلة شركة الكهرباء ,,
عندما ترى كيابل الضغط العالي يستطيع الطفل الصغير ان يطولها هنا المهزله بجميع معانيها ,, وعندما تري العدادات الكهربائيه يستطيع الرضيع والذى لايحسن خطواته يستطيع لمسها ,, هنا نقول انها الاهمال وعدم المبالاة بارواح ابناء محافظه الطوال ,,
لانظلم احدآ ولكن فى هذا المقال نجعل الصورة هى من تتكلم من ارض الواقع لتكون شاهده على مانعانيه من اهمال ومهازل شركة كهرباء منطقه جازان ,,

واترك لكم هذه الصور المخجله والتى اعتبرها عار على كل مسؤول فى كهرباء جازان ,,

بقلم / أحمد ناشب ,,
















 

الاثنين، 27 يناير 2014

كلام ربي.. كلام ربي ..

كلام ربي.. كلام ربي؟!!

يُذكر أن عكرمة ابن أبي جهل (رضي الله عنه) كان إذا جاء يقرأ القرآن يـبكي ويقول "كلام ربي.. كلام ربي"!! هذا وهو الفتي الذي تسري في شرايـينه جـينات أكبر أعداء الله في تاريخ الإسلام (المدعو أبو جهل)؟! فما بال أبناء الشيوخ المؤمنين يخوضون في علوم القرآن أو يهملون القرآن أو يستهزؤون بمن يدرس القرآن أو يقللون من شأن من يحفظ كلام ربه لعل ربه يحفظه؟! يا لهذا الزمن الغريب الذي ظهر في آتونه من يقول أن تحفيظ القرآن أو تدريس العلوم الشرعية "سر" تخلفـنا عن الأمم، هكذا بدون رتوش وبدون مواربة؟! يا للجراءة على القرآن في ارض القرآن؟!
الغريب حقاً في زمن الغربة هذا أن التقليل من شأن القرآن لم يعد "فعلا" منقطعا أو "صدفة" حادثة ولكنه فعل ضمن سلسلة مخطط لها من الأفعال والأقوال والتصريحات المتلفزة لتـتوافق مع "شـنشـنة" أعرفها من جوقة الليبراليين الفاسدة؟! فقد ترددت الدعوات لمنع "ميكروفونات" الأذان لأنها قد تزعج بني رغال؟! ويطرح الآن استـفـتاء وراء استـفـتاء في صحف صفراء حول موضوع إغلاق المحلات وقت الصلاة (هل ضيقت عليهم ربع ساعة من ذكر الله)؟! ومازال الهجوم مستمرا على خطبة الجمعة وزيارة القبور ومدارس التحفيظ والدعوة إلى الله وبطبيعة الحال ممارسة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟! هناك من يقول أن كل ذلك يأتي من باب "جس النبض"؟! ولكن اعتقد أنها تأتي من منطلق "تسجيل أهداف" واستغلال فرصة الغوغاء التي حدثت في خضم الحرب العالمية على الإرهاب؟! إنها محاولات لتكسير "المقدس" تدريجياً ونزع القيم الإسلامية عروة عروة وفي ذلك مصداقا لحديث المصطفى صلى الله علية وسلم حول تغريب الإسلام حيث قال (بدأ الإسلام غريـبا وسيعود غريـبا كما بدأ فطوبى للغرباء) وزاد جماعة من أئمة الحديث في رواية أخرى: قيل يا رسول الله من الغرباء؟ قال (الذين يصلحون إذا فسد الناس (وفي لفظ آخر (الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنتي) وفي لفظ آخر (هم النزاع من القبائل) وفي لفظ آخر (هم أناس صالحون قليل في أناس سوء كثير) رواه مسلم.
هذا القران هو "الحياة" لنا والفخر لأجيالنا وقد وصفه من لا ينطق عن الهوى فقال صلى الله عليه وسلم (كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، هو الذي من تركه من جبار قصمه الله ، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، فهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم..) إلى أن قال (هو الذي من قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن عمل به أجر، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم) أخرجه الدارمي. القرآن هو معجزة الإسلام الأولى وسلاحه الأشد في الحرب والسلم به يُطلب العدو وبه تدفع الغزاة وفي باطنه جل ثـقافة الإسلام وتعاليمه. لذلك كان القرآن دائما المستهدف الأول في المعركة الأزلية بين الحق والباطل فهذا كذاب اليمامة حاول تقليد القرآن والتقليل منه ثم تولى القساوسة زمام المبادرة في التهجم على القرآن بدءً من يوحنا الدمشقي والقس البيزنطي نيكيتاس الذي فرغ حياته الكسيفه للطعن في القرآن فخاب وخسر وسقطت بيزنطة في يد الأتراك العثمانيين لأنهم كانوا يحملون القرآن وعندما بدلوه تبدلت حياتهم إلى فقر وتـشرذم وتواضع في ميزان القوة الدولي وهاهي أوروبا تضن عليهم من الدخول في الاتحاد الأوروبي؟! وعمل المستشرقون عملتهم بالتشويش والتقليل من القرآن وعملت استخبارات الانجليز النون وما يعملون من اجل السيطرة على الهند المغولية المسلمة بفصل القرآن عن حياة الناس وتفكيرهم فغدوا مثل الهندوس لا يهشون ولا ينـشون؟!
ولعل اكبر هجوم على القرآن نـشاهده الآن من الهولندي البغيض فيدلر والأمريكي المتعصب مايكل سافدج ثم في صحف الفئة التغريـبـية الضالة حيث يتم التسويق لمفهوم "العقلانية" وهي بلا شك تمثل المسمار الأول في نعش كل المفاهيم الإيمانية التي يحفل بها القرآن ويدعو إليها؟! العقلانية منهج فاسد ينفي أول ما ينفي الوحي وفي ذلك هلاك الأول والتالي من قيمنا ومنهجنا الفكري فكيف يصعد مناصرو هذه الفلسفة الخائبة على المنابر الإعلامية ويحتلوا مساحة كان من الأفضل أن تُـنشر فيها إعلانات الوفيات؟! اليوم كما نرى في صحف الوطن المعطاء، شحذ كتّاب المارينز أقلامهم ورموا عن قوس واحدة يسعون لإبدال القرآن بالفلسفة والهرطقة و"كلام نواعم"؟! وتقديم أقوال كانط وسارتر وروسو وغيرهم من حثالة الغرب على قال الله وقال الرسول (صلى الله عليه وسلم)؟! وقد تجرأ دكتور اللسانيات (قطع الله لسانه) ليقلل من شأن الإعجاز العلمي في القرآن في حين اعترف الباحثون والمتخصصون في الطب والعلوم والفلك بالإعجاز الرهيب والتحدي الكبير الموجود في كتاب الله؟! ثم جاءت الطامة بمستوى متطور عندما كتب أحدهم يدعو إلي التخفيف من حصص أو دروس القرآن والعلوم الدينية على طلاب المدارس؟! عندها تذكرت "كذاب اليمامة"؟! وعروسته الحمقاء سجاح التي امهرها بالتخفيف على الناس من الصلاة؟!
كما تهتـز الأرض تحت العيص لابد وأن تهتـز مشاعر المسلم وهو يستمع لمن يقترح التخفيف من تدريس القرآن للأجيال الصغيرة؟! ليت شعري، ماذا ندرسهم غير القرآن؟! إذا كانت الاقتراحات مقبولة وتأتي من أي كان؟ والصبـيان باتوا يتحدثون عن مجتمعنا ومشاكله (وحتى شواذ الإعلام اللبناني يناقـشون حجابنا وقيمنا ومناهجنا التعليمية على الفضاء مباشرة؟!)، فأنا احمل دكتوراة الفلسفة في الإدارة الإستراتيجية من جامعة أمريكية معروفه لذا اقترح أن نعود اليوم وليس غدا إلى "عصر الكتاتيب" ونركز على تحفيظ القرآن للأجيال الصغيرة فذلك لهم شرف ولأمتهم رفعة ولن يأتي لهم إلا بالعزة والتمكين (هيا بنا نـقرأ "ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون")؟! على الأقل إذا لم يستـفيدوا من النفط في بلاد الذهب الأسود فليغادروا هذه الدنيا وفي قلوبهم آيات بـينات من كتاب عظيم؟!
في عصر الكتاتيب اخترعنا الجبر وأدهشنا العالم بالخوارزميات وأرسلنا "ساعة" هدية إلى ملك ألمانيا فجمع رجاله وقال لهم "اخرجوا الجني من هذه الملعونة"؟! في عصر الكتاتيب أسر المصريون ملك فرنسا ولم يطلقوا سراحه إلا بفدية ثمينة وليتهم والله علقوه كما عُلق صدام؟! في عصر الكتاتيب دفع الروس الجزية لبـيت مال المسلمين غصب(ن) عليهم وبقي الفرنسيون على وجل لأن جيوش الحافظين تعسكر على بعد 20 كيلومتر فقط من عاصمة النور؟! ولم ينم الناس في روما قرونا عدة لأن جيوش التوحيد تسيطر على صقلية ويفصلهم معبر مائي صغير عن ارض الطليان؟! وفي عصر الكتاتيب كتب زعيمنا هارون الرشيد لزعيم الروم يقول "من هارون الرشيد إلى نقفور كلب الروم: الجواب ما تراه لا ما تسمعه"؟! أما اليوم فقد ولغت كلاب الروم في دماء أهل عاصمة الرشيد كما لم يفعل المغول من قبل؟! في عصر الكتاتيب إذا صفعت امرأة عربية في أي بلدة من المعمورة أصبحت بلدة مطمورة حيث تستـنفر الجيوش وتـتحرك الكتائب فتدك القلاع والحصون (بلا أمم متحدة بلا هم)؟! أما اليوم فقد بحت أفواه الصبايا اليتم في بلداتـنا العربية ذاتها والمعتصم يتمشى في الشانزيليزية؟!
إذا أهملنا القرآن وآياته البـينات أين سنذهب؟ وماذا سنحقق؟ هل سنصل إلى المريخ (لا نريده)؟! هل سنصنع صواريخ (لا نريدها)؟ هل سندخل نادي القوى النووية (لا نريدها)؟ نحن لا نريد إلا القرآن فهو يوصلك إلى ما هو أبعد من المريخ (الله عز وجل يذكرك فيمن عنده)؟! قال صلى الله عليه وسلم (إن القوم الذين يجتمعون يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم تـنزل عليهم السكينة وتغشاهم الرحمة وتحفهم الملائكة ويذكرهم الله فيمن عنده)، وأي شرف أكبر من هذا الشرف!! هذه الحمر المستـنفرة كأنها فرت من قسورة هل تضن علينا أن لا يذكرنا ربنا فيمن عنده؟! وقد اثبت القران انه أقوى من الصواريخ والقنابل النووية؟! فكل ما في مفاعل ديمونة من صواريخ وقنابل توازنت في الرعب والأثر مع شاب فلسطيني حافظ للقران على صدره يتجه إلى مطعم إسرائيلي يحمل لهم "هدية صغيرة" مربوطة على صدره؟ فأنسحب يهود شارون من غزة وهم صاغرون؟! والقران أقوى من الحواسيب والتـقنية فاليوم مثلا قد لا تستطيع أكثر نظم مساندة القرارات تطورا حساب قسمة الميراث ولكن القرآن حسمها في آيات معدودات تـتلى منذ أربعة عشر قرنا إلى يوم يبعثون؟!
سنظل نسمع كلامهم ونرفع اكفنا ونقول "اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجلاء أحزاننا، اللهم اجعله شفيعاً لنا، وشاهداً لنا لا شاهداً علينا، اللهم ألبسنا به الحلل، وأسكنا به الظلل، واجعلنا به يوم القيامة من الفائزين، وعند النعماء من الشاكرين، وعند البلاء من الصابرين، اللهم حبِّب أبناءنا في تلاوته وحفظه والتمسك به، واجعله نوراً على درب حياتهم، برحمتك يا أرحم الراحمين، سبحانك ربنا رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين".



http://im65.gulfup.com/4BGmp.swf

الاثنين، 13 يناير 2014

اكتب يا قلمي

اكتب يا قلمي

اكتب يا قلمي ما جاش به قلبي الكئيب
وعبّر عما في صدري من حزن رهيب
فلا طالما أخفيت و كتمت في نفسي
وحاولت مسح علامات بؤسي
و أظهرت ملامح أملي مكان يأسي
لأخفي بذلك شجون نحسي
لكن هذا كله قد كان بالأمس
فاكتب يا قلمي ماجاش به قلبي الكئيب
و عبر عما في صدري من حزن رهيب
فقد كنت في كل وقت غروب
أبقي لوعتي بداخلي وأحاول الهروب
أهرب من أطياف الظلام
وأرسخ بذاكرتي الأحلام
لكنني لم أطق الأوجاع والآلام
فاكتب يا قلمي ماجاش به قلبي الكئيب
وعبر عما في صدري حزن رهيب
فلكم دفعت أيامي بأجر ثمين
ثمن الابتسامة في تلك السنين
بسمة حاولت محو الأنين
ومحو عبارات تلك الجفون
لكي لا تبدي ما في القلب من شجون
فاكتب يا قلمي ما جاش به قلبي الكئيب
وعبر عما في صدري من حزن رهيب
فقد أردت أن أرسل ذاك الشعور
المفعم بالأسى إلى الفضا مع الطيور
أرسله بعيدا ليختفي بين الغيوم
حتى أنساه في الليل بفرحةٍ تعانق النجوم
لكن الطيور لم تطق حمل ثقل الهموم
فاكتب يا قلمي ما جاش به قلبي الكئيب
وعبر عما في صدري من حزن رهيب
بالرغم من أني حاولت نسيان عذابي
بل وقد دفنته في ثنايا التراب
وقد سقيته بالمياه العِذاب
على أن يختفي وسط الثرى في الغاب
لكن قد كان ما أصبو إليه سراب
فاكتب يا قلمي ما جاش به قلبي الكئيب
وعبر عما في صدري من حزن رهيب
رسمت على شفتاي أجمل البسمات
وانتظرت في كل صباح تلك النسمات
وعزفت على الأوتار أروع النغمات
لأجدد في قلبي أمالا وحياة
لكن قد عذبتني المناجاة
فاكتب يا قلمي ما جاش به قلبي الكئيب
وعبر عما في صدري من حزن رهيب
فلكم تحملت مرارة الأسى العسير
وتساءلت كثيرا عن نهاية مصيري
وعما يجب فعله لإرضاء ضميري
وانتظرت كثيرا مجيء رياح الصباح
حتى تخفف عني ما قد أخفيته من جراح
فاكتب يا قلمي ما جاش به قلبي الكئيب
وعبر عما في صدري من حزن رهيب
ولأنني أحببت أزهار الربيع
وغنيت الأغاني مع العصفور الوديع
من أجل إبعاد حزني برؤية الكون البديع
فتجاهلت ظلمة الدّياجي الطويلة
وكنت أقبل ولو بالفرحة القليلة

فاكتب يا قلمي ما جاش به قلبي الكئيب
وعبر عما في صدري من حزن رهيب
ولكم عانيت من الضجر والسأم
وتملّكت قلبي هموم الأمم
فانتقيت من الأحلام الوردية حلمي
وحاولت ترسيخ حلمي مع النغم
لكن قلبي لم يطق كبت الألم
فاكتب يا قلمي ما جاش به قلبي الكئيب
وعبر عما في صدري من حزن رهيب
بالرغم من أن ألفاظ كتاباتي ليست منمقة
وبالرغم من أن حروف كلماتي ليست مزوقة
فالمهم أن تعبر يا قلمي عن وحي خيالي
والمهم أن تخفف عني يا قلمي ما بداخلي
فلربما تبعد الحزن إلى ما وراء الجبال
فاكتب يا قلمي ما جاش به قلبي الكئيب
وعبر عما في صدري من حزن رهيب
مع أنني ضممت كل الجراح والدموع
وحاولت إخفاءها بإضاءة الشموع
حتى تخفف عني في الليل والكون في هجوع
وتقل للألم:"ابتعد واذهب دون رجوع"
وتقل للفرح:"ابق" وتأخذ من الأمل ينبوع
حتى تسقي به المروج في كل ربوع
فاكتب يا قلمي ما جاش به قلبي الكئيب
وعبّر عما في صدري من حزن رهيب
وعبّر بكلماتي عن صراخي عله يكون لي مريح
فلعل الصراخ يخفف عني ما قد أخفاه قلبي الجريح
ويحيي الأجفان التي قد أذبلتها الأحزان
فاكتب دون انقطاع دون تردد وبكل الألوان
وجسّد على الورق بكائي كي ينفّس عني هموم الزمان
فاكتب ياقلمي...

شبح الخيال

شبح الخيال

شبح يخاف من الظهور فيُزال...
أحواله حال لا يبقى على حال..
يتصرف كتصرف الأطفال...
ليرتدي ثوب البراءة والجمال..
.....
يلتزم صمتا فلا شيء يُقال..
ويمل من انتظاراته طوال....
لكن الخوف لا يحقق المنال...
بل لا الصمت يجدي ولا الكلام...
...
وسحر البسمة الحائرة في الليالي... يجري ويطير بين التلال..
ويطل في ثوب الهلال... ويمشي فيبدو بدر الكمال...
يبدو ويختفي في دلال ... كأنه مرفوع في السماء بحبال....
وها هو الشبح يدخل مملكة الأحزان... دون استئذان أو سؤال..
فهو لا يرضى لنفسه ذل السؤال...أم لخوفه من عسر المقال..

أم أنه ماضٍ وللنسيان سيحال..
أم أنّ بسمته كانت حيرة محتال...

تراه يزيد صمتا ليحضى بالنوال...
أصبح مجرد خيال....بل ما هو إلا شبح الخيال...

كيف تزرع التفاؤل بحياتك ..

كيف تزرع التفاؤل بحياتك؟؟!!



التفاؤل من الصفات الرئيسية لأي شخصية ناجحة ،، فالتفاؤل يزرع الأمل ويعمق الثقة بالنفس ويحفز على النشاط والعمل ،، وهذه كلها عناصر لا غنى عنها لتحقيق النجاح ،، ويعتبر التفاؤل تعبيراً صادقا عن الرؤية الإيجابية للحياة ،، فالمتفائل ينظر للحياة بأمل وإيجابية للحاضر والمستقبل وأيضا للماضي حيث الدروس والعبر ،، ورغم كل التحديات والمصاعب التي يواجهها الإنسان في الحياة ،، فإنه لابد وأن ينتصر الأمل على اليأس والتفاؤل على التشاؤم والرجاء على القنوط ،، تماماً كانتصار الشمس على الظلام ،،!!


إذا سماؤك يوماً تحجبت بالغيوم** أغمض جفونك تبصر خلف الغيوم نجوم
والأرض حولك إذا ما توشحت بالثلوج** أغمض جفونك تبصر تحت الثلوج مروج


هكذا تحدث رسول الله صل الله عليه وسلم فقال{ تفاءلوا بالخير تجدوه} ،، وما أروعها من كلمة وما أعظمها من عبارة ،، إنها كلمة تلخص نتائج التفاؤل ،، فالمتفائل بالخير لا بد وأن يجده في نهاية الطريق ،، لأن التفاؤل يدفع بالإنسان نحو العطاء نحو التقدم نحو النجاح ،، إن التفاؤل يعني الأمل الإيجابية الإتزان التعقل ،، يعني كل ما في قائمة الخير من ألفاظ تنطق بمفهوم التفاؤل ،،!!
والتفاؤل لكي يصل بك إلى شاطئ السعادة والنجاح ،، لابد وأن يقترن بالجدية وبالعمل الدؤوب وبمزيد من السعي والفعالية ،، وإلا إذا كان التفاؤل مجرد أمنيات وأحلام بدون أي عمل ،، فلابد وأن تكون النتيجة محزنة وللأسف ،،!!


إني أقول لك وبكل إخلاص:
تفاءل فرغم وجود الشر هناك الخير ،، تفاؤل فرغم وجود المشاكل هناك الحل ،، تفاءل فرغم وجود الفشل هناك النجاح ،، تفاؤل فرغم قسوة الواقع هناك زهرة أمل ،،!!


كيف تزرع التفاؤل في داخلك ،،؟؟
1- كرر عبارات التفاؤل والقدرة على الإنجاز ،، " أنا قادر على.. سأكون أفضل.. أستطيع الآن أن.. "

2- إستفد من تجاربك وعد إلى نجاحك السابق إذا راودك الشك في النجاح أو حاصرك سياج الفشل.

3- لا تتذمر من الظروف المحيطة بك ،، بل حاول أن تستثمرها لصالحك ،، ليس المهم أن تقع في الحوادث ،، المهم ما يحدث لنا من وقوع هذه الحوادث ،، المهم أن نعرف كيف تؤثر فينا إيجابياً وانعكاسها على حياتنا .

4- إبتعد عن ترديد عبارات الكسل والتشاؤم ،، "أنا غير قادر.. لم أعد أتحمل.. أنا على غير ما يرام.. ليس لدي أمل في الحياة.. " .

5- سجل إنجازاتك ونجاحاتك في سجل حساباتك وعد إليه بين فترة وأخرى ،، وخاصة عند الإحساس بالإحباط أو الفتور.

6- إبتعد عن رثاء نفسك ،، تغلب على مشاعر الألم ،، ولا تدع الآخرون يشفقون عليك.


وفي أحد الأمثال القديمة { كما تفكرون ،، تكونون }

الخميس، 9 يناير 2014

مذاق الكذب منذو الصغر

كلمات ذات مفهوم عالي المستوى أظنها لا تواكبنا أبداً خاصة وأن هناك أناس منذ مولدهم إلى هذا اليوم لم يفطموا بعد عن حليب الكذب الذي رافقهم منذ خلقتهم حتى هذه الساعة ! أنا لست متشائماً كما أنني لست حاقداً ولكن ربما لأنهم عانوا من زيادة في سعرات (الكتم) وإرتفاع حاد في ضغط الدم البعض منذ مولده يتجرع الكذب بكل أشكاله وألوانه ويقبله هو ونقبله نحن يقتنع به أحياناً ويقنعنا معه يردده ويحارب من أجله في أحيان أخرى .

(اللهاية) هي أول كذبة يتعلم عليها البعض وأول كذبة ينشأ عليها فعندما يبكي الطفل تبادر الأم إلى وضعها في فمه في محاولة لإسكاته وفي المقابل يفرح الطفل بها يبدأ يرضع فيها لكنه في الحقيقة لا يدري بأنه لو بقي حتى يشيب رأسه يرضع بهذه اللهاية فلن يخرج منها ولو قطرة من حليب نكبر فيكبر الكذب حولنا فتظهر لنا الكذبة الثانية (الغول) أية سذاجية تلك ! على كل حال نتجرع هذه الكذبة كسابقتها بلا حول لنا ولا قوة مع أنه لا وجود لشيء يسمى الغول .

نكبر وتكبر معنا سمفونية الكذب والخوف معاً وأوبرا الوهم والخيال حتى عندما نناهز الثمانين ثمانيين ربيعاً أو خريفاً لم يعد يهم نمرض ونذهب للطبيب فيخبرنا: صحتك عال العال مع أن الأسنان مخلعة وتالفه والظهر مقوس من تعب الدهر وهمومه والأرجل تحمل الجسم المتهالك كما تحمل بيدك سيارة والسكري تغلغل حتى العظام فينا ناهيكم عن الروماتيزم والكلى والأعصاب .

هناك أناس الحياة لديهم ليست سوى أكاذيب بأكاذيب لم تخلف عليهم سوى أوهاماً وخيالات وفي كل المجاملات وبحسب لونك المفضل لتناسب كافة فصول السنة والأذواق رغم ذلك أنا أعشق كذبة واحدة في الحياة هي كذبة (الفزاعة) يا الله حتى على العصافير البريئة نكذب ! الأجمل أننا حتى في كذبنا مكشوفين دائماً حتى أمام العصافير الصغيرة أيضاً فالعصافير تحط على رأس (الفزاعة) أحياناً متحدية العالم بأن الفزاعة مخيفة .

ما يهم هو أننا كبرنا وعرفنا أن اللهاية لن تعطينا حليباً وأن الغول لا حقيقة له إلا أننا ما زلنا نعزف على ألحان سمفونية الكذب من خارطة الطريق  ,,

مقططفات من الشعرالفصيح

ومن أراد العُلا عفوًا بلا تعب * * * قضى ولم يقض من إدراكها وَطَرًا
لا يبلغ السؤل إلا بعد مؤلمـة * * * ولا تتـم المــنـى إلا لـمـن صـبــرا
و قال المتنبي:
وإذا النفوسُ كُنَّ كبارًا * * * تعبت في مرادها الأجسام
قال أبو تمام :
بَصُرْتَ بالراحةِ الكُبرى فلم تَرَها * * * تُنالُ إلا عَلَى جِسْرٍ من التّعَبِ
وقال آخر:
أُعِدَّتِ الراحَةُ الكُبرى لِمَن تَعِبا *** وَفازَ بِالحَقِِّ مَن يَألُهُ طَلَبا
إِذا طَلَبتَ عَظيمًا فَاصبِرَنَّ لَهُ *** أَو فَاحشُدَنَّ رِماحَ الخَطِِّ وَالقُضُبا
وَلا تُعِدَّ صَغيراتِ الأُمورِ لَهُ *** إِنَّ الصَغائِرَ لَيسَت لِلعُلا أُهُبا
لا تَعدَمُ الهِمَّةُ الكُبرى جَوائِزَها *** سِيَّانِ مَن غَلَبَ الأَيَّامَ أَو غُلِبا
وَكُلُّ سَعيٍ سَيَجزي اللهُ ساعِيَهُ *** هَيهاتَ يَذهَبُ سَعيَ المُحسِنينَ هَبا

ثقافة الجهل

في كثير من المجتمعات ولن نقول أغلبها وإن كانت المجتمعات التي تخلفت عن ركب الحضارة هي الأغلب، حيث الجهل قاعدة والعكس استثناء، تنتشر ثقافة يمكن تسميتها " بثقافة الجهل " وهي أخطر ألف مرة من الجهل نفسه، فالجهل يأتيك كاشفاً وجهه فتتمكن من معرفته من أول نظرة وتكون لك القدرة متى أردت واستطعت أن توقفه وتمنعه من وصول أهدافه مخطط لها كانت أم اعتباطية.


أما ذلك الجهل الذي يأتيك متخفياً بأجمل الأقنعة والملابس ملابس تبدو كأنها قد حيكت على يد ذلك الخياط الشهير في تلك الحكاية الشهيرة، عندما حاك للملك ملابس لا يراها إلا الأذكياء والمثقفون، مثقفون وأذكياء فاقهم في كل ذلك طفل صغير تمكن وحده كما تقول
الحكاية الشهيرة من رؤية الحقيقة لماذا لأن عيونه لا تغشيها ثقافة الجهل

ثقافة تنمي الخجل من حقيقة عدم المعرفة وإن كان "نصف العلم لا أعرف" فالإنسان مهما ازداد علماً ومعرفة يظل يجهل أكثر مما يعرف
ثقافة القشور والتباهي بالعناوين، ثقافة ترفع من أهمية القائل ألف مرة على أهمية ما يقول.

وإن للإعلام اليوم الدور الأبرز في نشر هذه السموم سواء كان إعلاماً ذكياً أو بتعبير آخر خبيثاً أو كان إعلاماً مقلداً تجارياً أو غير ناضج، دور لعبته ومنذ زمن لا تكاد تعرف له بداية جهات مختلفة، ولغايات مختلفة، دور يظهر متى غدا من غير الممكن إخفاء الحقيقة فيكون اللجوء عندها إلى خلق حقائق وتقديمها للناس وبطرق مباشرة وغير مباشرة على أنها الحقيقة ومن يعرفها هو المثقف الواعي والواقع أنه كل ما ازداد ثقافة ازداد جهلا، ومن يجهلها ويدرك حقيقة الأمور هو الجاهل المضلل، لينتشر الجهل متقنعاً بقناع المعرفة وعندها تصبح مهمة محاربته لمن أراد ذلك أصعب ألف مرة.

الأربعاء، 8 يناير 2014

فن التعامل مع الناس 2 (الاعتراف بالخطأ )

فن التعامل مع الناس 2 (الاعتراف بالخطأ )
الخطأ في حياة الناس أمر وارد alt
الحدوث فلسنا ملائكة  ، ولا يستطيع
إنسان أن يدعي العصمة مهما كان شأنه فيقول أنا لا أخطئ إلا الأنبياء والمرسلين، وصدق رسولنا صلى الله عليه وسلم حين قال: "كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون"

والخطأ الحقيقي هو تمادي البعض في خطئهم، وعدم اعترافهم به، والإصرار عليه، والجدال عنه بالباطل، واعتبار الرجوع عنه نقيصة ، وهذه مصيبة المصائب .

وعندنا في الشرع أنه ليس لصاحب بدعة توبة لما في الحديث: "إن الله حجب التوبة عن كل صاحب بدعة حتى يدع بدعته" صححه الألباني في صحيح الترغيب.
لماذا لا يقبل توبة المبتدع لأنه مفتون بها لا يقر بخطئه .

لماذا لا نعترف بأخطائنا ؟
إنّ أحد أهم الامراض التي ابتلي بها المجتمع بصورة عامة هو تبرير الأخطاء في صور مختلفة ؛ حيث ينحرف بها الخاص والعام عن الطريق المستقيم .
كثير من الذين يخطئون لا يعترفون بخطئهم لعدة أسباب ما هي وما علاجها ؟

1) الجدل والتبرير:
الكثير من الناس يبحثون عن الأعذار والأوهام، كي يقدموها ليُخفوا خلفها خطأهم، ويُداروا بها عيوبهم، فيستمرون في خطئهم الذي بدأوه، وهم بذلك قد أضروا أنفسهم قبل أن يضروا غيرهم، وأساءوا إلى أنفسهم قبل أن يُسيئوا إلى غيرهم.وقد يكون السبب وراء استسهال هذا التبرير وعدم الاعتراف بالخطأ والرجوع إلى الحق هو أن يكون صاحب هذا السلوك قد أُوتي جدلاً، ولحنًا في القول، وقدرة على البيان والإقناع ﴿وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلا﴾ الكهف:54.


ومن أمثلة هذا، الذي حكى عنه القرآن ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ﴾ البقرة:204.فهذا الصنف شديد الحجة، قوي البيان، لدرجة أن الله قد وصف حديثه أنه سيُعجب النبي صلى الله عليه وسلم.


فارق بين حالتين:
وحتى تقترب الصورة أكثر وأكثر ، فإننا لدينا حالتان: حالة يمكن الاستدلال بها كصورة من صور الضعف، ومحاولات التبرير، وقلب الحقائق والإصرار على الخطأ والتمادي في الباطل.

وحالة أخرى يُمكننا الاستدلال بها كنموذج للمراجعة والتصحيح، والاعتراف بالخطأ والعودة إلى الصواب، وتصحيح المسار.

إبليس: فربه قد أمره بالسجود فأبى، فلما سأله عن السبب ﴿... يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ﴾ ص75.

برر موقفه، وجادل بالباطل، وأصر على موقفه ﴿قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ . قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ . وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ﴾ طه:76-78
آدم: أيضًا أخطأ،لكنه سارع بالرجوع إلى الحق، والاعتراف بالخطأ، والمطالبة بالعفو والمغفرة هو وزوجته ﴿قَالا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ(الأعراف:23


أمثلة :
- واحد لا يصلي :اعترف واستغفر وتب إلى الله !!!
لا لا يقول أنا أحسن من الذين يصلون أنا أعرف من يصلون ويسرقون وأعرف واحد يصلي ويشرب الخمر ...المهم أن قلبي أبيض !!!
- واحدة غير محجبة : الحجاب فريضة توبي إلى الله ...
لا لا أنا أحسن من المحجبة هو الحجاب كل حاجة في الدين الحجاب في القلب
- كم من مشكلة بين زوج وزوجته علاجها الاعتراف بالخطأ ؟ يأبى الزوج أن يعترف بخطأه ، وتأبى الزوجة أن تعترف بخطأها ...
- كم من مشكلة بين اثنين علاجها الاعتراف بالخطأ ؟ علاجها كلمة اعتذار
- حوادث السيارات تجد من لا يحترم قوانين السير ويعتدي على غيره ولا يعترف بالخطأ !!
75% من المشاكل هي عناد وعدم اعتراف بالخطأ
 

الله تعالى يعلمنا (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى D8A7D986D8A720D8A2D8B3D98120copyأَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (١٣٥)النساء
إذن نقول الحق ولو على أنفسنا أقول أنا مخطئ لا أجامل نفسي واتبع هواي (فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا ) اتبع مزاجي حتى لا أظهر أني غلطان .
وفي الحديث (عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة ...)
وعدّ النبي ذلك من الكبر فقال "لا يدخل الجنةَ من كان في قلبه مثقالُ ذرّة من كِبْر"، فقال رجل: إن الرجلَ يحب أن يكون ثوبُه حسناً ونعلُه حسناً قال: "إنّ الله جميلٌ يحب الجمال ؛الكبر بطر الحق وغمط الناس" رواه مسلم.
ومعنى بطر الحق: دفعه وردُّه على قائله وعدم الاعتراف به .
ومعنى غمط الناس: احتقارهم.

2) الاعتداد بالرأي:البعض تجدهم يتعصبون لآرائهم ولا يقبلون بغيرها حتى وإن كان هذا الغير أصح وأصوب ، أما القوامون بالقسط فهم الذين يحملهم تواضعهم على قبول الرأي الآخر، وتقديره والثناء عليه متى كان فيه الخير والصواب رافعين شعار "قولي صواب يحتمل الخطأ، وقول غيري خطأ يحتمل الصواب". وهم لا يُقدسون أنفسهم فيدعون العصمة من الخطأ، ولا يستخفون بآراء الآخرين أو يُسفهونها كي لا تتضح معالم الخطأ في قراراتهم.
بل إن الناجحين دائما لهم محطات في حياتهم يُراجعون فيها أنفسهم ويصححون فيها مسارهم، حتى لا يسترسلون في خطأ وقعوا فيه، أو هوى انساقوا إليه، فإذا كان هناك ثمة خطأ أو هوى عالجوه قبل أن يستفحل.فهم ليسوا كالصنف من الناس الذين يُحددون لأنفسهم قناعات لا يحيدون عنها، أو قرارات لا تقبل المراجعة والتصحيح، فحينئذ لن يسلموا في قراراتهم من هوى مطغٍ، أو خطأ مهلك.بل يوقنون بأن الإنسان بشر، والبشر قد يجتهد ومهما كان اجتهاده للوصول إلى القرار الصحيح، فإن احتمالات الخطأ وارده، ولا بد من تداركها، ولن يكون هذا إلا بالاعتراف بالخطأ ابتداءً.


3) ترك المشورة:
بعض الناس لا يُفضلون استشارة من حولهم أو الاستئناس برأيهم حول قضية من القضايا، خشية أن يُظهر ذلك عدم كفاءتهم أو عجزهم عن اتخاذ القرارات أو لتكبّر جبلت عليه نفوسهم. أما أصحاب الفهم فيحرصون على الشورى، ويلتمسون فيها الخير والبركة، ولا مانع عندهم من العودة في آرائهم متى رأوا الصواب في غيرها،وقد قيل لاخاب من استشار ، ولا ندم من استخار .

4) بعد الغضب:alt
يتصرف الواحد منا في غضبه تصرفات فيها الكثير من الأخطاء، يندم عليها بعد هدوئه لكنه لا يعترف بخطئه يبرر ما فعل على شماعة الغضب وكأنه لم يفعل شيئا  .


أما القوامون بالقسط لا يضيرهم أبدًا أن يعملوا على إصلاح ما أفسدوه في لحظات الغضب، ولا يُكابرون في ذلك، بل ويُسارعون إلى الاعتذار إذا كان الأمر يستوجب الاعتذار، ويُصلحون من شأن ما أتلفوه إذا كان الأمر يستدعي الإصلاح .

5)التبرير بالقضاء والقدر
هناك من يحمِّل القضاء أسباب فشله وعجزه وضعفه، كمن يصر على فسقه ويتمسك بالقدر يحمِّله وزر فسقه، فإن وعظته قال: إن هداني الله اهتديت....

وتجد بعض المسئولين الذين يغشون في المشاريع أو في البدائل والاحتياطيات عند مواجهة الأزمات والكوارث بما يضمن حياة الناس فيعلقون المسؤولية على شماعة القدر !!!
وبهذا اللحن من الكلام يكون لهم باب الفرار من المسؤولية والواجب .
نرى المشركين ولأجل أن يبرئوا أنفسهم من مسؤولية انحرافهم يقولون :
( لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرّمنا من شيءٍ ) 148 الانعام .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجزن، فإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت ...، ولكن قدر الله وما شاء فعل}.
الرسول صلى الله عليه وسلم يريد من المسلم أن يفكر ويخطط ويأخذ بالأسباب ؛ لأن حياتنا قائمة على الأسباب.

وقد طابق قوله فعله صلى الله عليه وسلم ، فقد اتخذ في أمر هجرته جميع الاحتياطيات: من شراء الراحلة وتأمين الدليل الذي يرشده إلى الطريق الآمن، والتكتم الشديد ، وتكليف علي أن ينام في فراشه واختبأ في غار ثور ثلاثة أيام، .... كل هذا لتنجح الرحلة؛ لأنه عمل ما عليه مستعيناً بالله فتم له ما أراد، ووصل إلى مقصده سالماً آمناً لم تمتد إليه يد سوء.
وفي غزوة أُحد حدث خطأ في فهم الأمر النبوي، كان جزاؤه قتل سبعين من خيار الصحابة، وشج النبي وكسر رباعيته، ومع ذلك لم يحمِّل واحد منهم القضاء والقدر المسئولية، بل تحملوها راضين عالمين أن أفعال الله كلها خير، تمحص المؤمنين وتمحق الكافرين، ولما احتج المنافقون بالقدر تحداهم أن يدفعوا عن أنفسهم الموت .


والعجيب أننا نجعل التبرير بالقضاء والقدر في الأخطاء فقط لا في الطاعات ، لذلك لن تجد من ينفق ماله كله صدقة ويقول هذا قضاء الله وقدره !!!
أومن يقيم الليل كله ويقول هذا قضاء الله وقدره !!!

6) الخداع السياسي
كثير من الزعماء والساسة والقادة يبررون أخطاءهم بالكذب والخداع إما تحت شعار المصلحة العليا أو الأمن القومي ، أو لبس عباءة الدين .

تبرير سفاك التاريخ :

كانت علامة قبول القرابين نزول النار عليها من السماء وإحراقها ، وإذا لم تحترق فهو دليل على عدم قبول القربان .
كان الحجاج بن يوسف الثقفي وهو احد المتعطشين للدماء ، وحينما التجأ عبد الله بن الزبير إلى الكعبة ؛ نصب المنجنيق وهدم الكعبة ولم يهتم بحرمتها ، فعندها نزلت صاعقة من السماء وأحرقت المنجنيق فخاف جيش الحجاج وتوقف عن الرمي نحو الكعبة ، فقال  الحجاج: إن عملكم هذا مقبول بدليل أن النار نزلت من السماء فأحرقت المنجنيق (كما كان سابقاً من قبول القرابين)  .


( حفظ الأمن )
إن إحدى التبريرات السياسية على مر التاريخ والتي استفاد منها اغلب المجرمين الغاصبين هي كلمة ( حفظ الأمن ) كما أن أمريكا الآن تحت اسم( حفظ أمن المنطقة ) ترتكب الجرائم البشعة والظلم وقتل الأبرياء .

7) العرف الاجتماعي
(انتشار شئ خاطئ أو عادة قبيحة في مجتمع ما والحجة كل الناس تعمل ذلك )

8) تنفيذ الأوامر
ويقولون (أنا عبد مأمور ) و(المأمور معذور ) في الآية قوله تعالى :
( وقالوا ربّنا إنّا اطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السّبيلا ) 67 الأحزاب


9) التبريرات النفسية مثل :
- المدمن على التدخين يقول : لا أستطيع ترك هذه العادة ثم إنها مكروهة
- أدب طفلك ، فيقول : أخاف أن اضغط عليه فيصاب بالعقدة النفسية .
- فلان صديقك يفعل المعصية الفلانية لماذا لا تنصحه يقول لا أريد إحراجه
- يسخر من الآخرين : و يقول أنا أمزح أو أتسلى

 
وغير ذلك كثير من التبريرات النفسية .
نسأل الله أن يبصرنا بعيوبنا وأن يهدينا إلى الحق وإلى صراط مستقيم .

الثلاثاء، 7 يناير 2014

الاعتراف بالخطأ والرجوع للحق من أقوى أخلاق الكبار

خطأ في حياة الناس أمر وارد الحدوث ، ولا يستطيع إنسان أن يدعي العصمة مهما كان شأنه فيقول أنا لا أخطئ إلا الأنبياء والمرسلين ، وصدق رسولنا صلى الله عليه وسلم حين قال " كل بني آدم خطاء و خير الخطائين التوابون"1

والخطأ الحقيقي هو تمادي البعض في خطئهم ، وعدم اعترافهم به ، والإصرار عليه ، والجدال عنه بالباطل ، واعتبار الرجوع عنه نقيصة.

 

لماذا الرجوع إلى الحق من أخلاق الكبار؟

لأن الرجوع إلى الحق يعني الإعتراف بالخطأ ، وهذا قلما يقبله إنسان أو يعترف به.

ولأن الرجوع إلى الحق يعني إكساب الآخرين رجاحة القول والرأي ، وقد يُلحق النقيصة بالعائد في قراره ، وهذا أيضاً لا يقدر عليه إلا الكبار.

ولأن الرجوع إلى الحق قد يجعل الآخرين ينظرون إلى العائد في قراره على أنه ضعيف ، غير قادر على إدارة المركز الذي يشغله ، وهذا أيضاً لا يقدر عليه إلا الكبار.

ولأن الرجوع إلى الحق قد يُسهم في تقليل فرص الشخص في إلحاق مهام جديدة له في عمله ، وهذا ما لا يتحمله إلا الكبار.

 

محطات :

الكبار لهم محطات في حياتهم يُراجعون فيها أنفسهم ويصححون فيها مسارهم ، حتى لا يسترسلون في خطأ وقعوا فيه ، أو هوى انساقوا إليه ، فإذا كان هناك ثمة خطأ أو هوى عالجوه قبل أن يستفحل.

فهم ليسوا كالصنف من الناس الذين يُحددون لأنفسهم قناعات لا يحيدون عنها ، أو قرارات لا تقبل المراجعة والتصحيح ، فحينئذ لن يسلموا في قراراتهم من هوى مطغي ، أو خطأ مهلك.

بل يوقنون بأن الإنسان بشر ، والبشر قد يجتهد ومهما كان اجتهاده للوصول إلى القرار الصحيح ، فإن احتمالات الخطأ وارده ، ولابد من تداركها ، ولن يكون هذا إلا بالاعتراف بالخطأ ابتداءً.

 

المشورة:

صغار النفوس لا يُفضلون استشارة من حولهم أو الاستئناس برأيهم حول قضية من القضايا ، خشية أن يُظهر ذلك عدم كفاءتهم أو عجزهم عن اتخاذ القرارات أو لتكبر جبلت عليه نفوسهم.

أما الكبار فيحرصون على الشورى ، ويلتمسون فيها الخير والبركة ، ولا مانع عندهم من العودة في آرائهم متى رأوا الصواب في غيرها.

وفي قصة أبي بكر الصديق رضي الله عنه مع عمر بن الخطاب رضي الله عنهما حول قضية جمع القرآن خير دليل على ذلك ، فالكبار يسعون إلى الحق ، واجتهادهم يكون للوصول إليه ، فمتى لاح لهم الحق سارعوا إلى اتباعه وإن جاء على لسان غيرهم ، فالخليفة أبي بكر كان متردداً في أن يُقدم على فعل شيء لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعمر بن الخطاب يخشى على القرآن الضياع أو النسيان ، وكان يرى فيه الخير ، فظل أبو بكر يرفض ، وعمر يكرر دعوته حتى وافق أبو بكر رضي الله عنهم أجمعين.  

رويَ أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَكَانَ مِمَّنْ يَكْتُبُ الْوَحْيَ قَالَ : أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ مَقْتَلَ أَهْلِ الْيَمَامَةِ وَعِنْدَهُ عُمَرُ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّ عُمَرَ أَتَانِي فَقَالَ إِنَّ الْقَتْلَ قَدْ اسْتَحَرَّ يَوْمَ الْيَمَامَةِ بِالنَّاسِ وَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَسْتَحِرَّ الْقَتْلُ بِالْقُرَّاءِ فِي الْمَوَاطِنِ فَيَذْهَبَ كَثِيرٌ مِنْ الْقُرْآنِ إِلَّا أَنْ تَجْمَعُوهُ وَإِنِّي لَأَرَى أَنْ تَجْمَعَ الْقُرْآنَ ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ : قُلْتُ لِعُمَرَ كَيْفَ أَفْعَلُ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ عُمَرُ : هُوَ وَاللَّهِ خَيْرٌ  ، فَلَمْ يَزَلْ عُمَرُ يُرَاجِعُنِي فِيهِ حَتَّى شَرَحَ اللَّهُ لِذَلِكَ صَدْرِي وَرَأَيْتُ الَّذِي رَأَى عُمَرُ..."2

بعد الغضب :

يتصرف الواحد منا في غضبه تصرفات فيها الكثير من الأخطاء ، ولعله يندم عليها بعد هدوئه وزوال أسباب الغضب ، والكبار لا يضيرهم أبداً أن يعملوا على إصلاح ما أفسدوه في لحظات الغضب ، ولا يُكابرون في ذلك ، بل ويُسارعون إلى الاعتذار إذا كان الأمر يستوجب الاعتذار ، ويُصلحون من شأن ما أتلفوه إذا كان الأمر يستدعي الإصلاح ، وقد امتدح النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الرجل الذي غضبه بطيء متأخر ، وفي نفس الوقت سريع العودة إلى الجادة والصواب متى أفاق من غضبه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ".... ثُمَّ ذَكَرَ الْأَخْلَاقَ فَقَالَ يَكُونُ الرَّجُلُ سَرِيعَ الْغَضَبِ قَرِيبَ الْفَيْئَةِ فَهَذِهِ بِهَذِهِ وَيَكُونُ بَطِيءَ الْغَضَبِ بَطِيءَ الْفَيْئَةِ فَهَذِهِ بِهَذِهِ فَخَيْرُهُمْ بَطِيءُ الْغَضَبِ سَرِيعُ الْفَيْئَةِ وَشَرُّهُمْ سَرِيعُ الْغَضَبِ بَطِيءُ الْفَيْئَةِ قَالَ وَإِنَّ الْغَضَبَ جَمْرَةٌ فِي قَلْبِ ابْنِ آدَمَ تَتَوَقَّدُ أَلَمْ تَرَوْا إِلَى حُمْرَةِ عَيْنَيْهِ وَانْتِفَاخِ أَوْدَاجِهِ فَإِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ ذَلِكَ فَلْيَجْلِسْ أَوْ قَالَ فَلْيَلْصَقْ بِالْأَرْضِ"3

 

سرعة العودة :

لا يختلف اثنان على أن صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم هم خير الناس وأتقاهم "خير الناس قرني ثم الثاني ثم الثالث ثم يجيء قوم لا خير فيهم"4 ، ومع ذلك فإنهم لم يكونوا معصومين ، ولم يدَّعوا العصمة لأنفسهم بل إنهم إذا أخطأوا سارعوا بالعودة والإنابة.

وهكذا الكبار دائماً فإنهم لا يُصرون على خطأ وقعوا فيه أبداً ، بل يُسارعون إلى الاعتراف به ، وتصحيح الوضع القائم "وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ"[آل عمران:135]

والكبار إذا أصابهم ما يُصيب البشر من الخطأ والنسيان عادوا مسرعين "إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ"[الأعراف:201]

فرصة للمراجعة :

الإسلام لا يُنكر ما يُمكن أن يحدث بين الأخوين المتحابين في لحظات الضعف البشري ، من اختلاف في القلوب ، ومشاحنات في الصدور ، وأحياناً تخاصم وتنافر ، والرسول صلى الله عليه وسلم دل على انه لا يجوز أن يهجر الأخ أخاه فوق ثلاث ، وما هذه المهلة الممنوحة إلا ليُراجع كل واحد منهما نفسه من جديد ، وما تعليق أعمالهما عندما تُعرض يومي الإثنين والخميس حتى يصطلحا إلا مزيداً من الفرص كي يُراجعا نفسيهما عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ لْخَمِيسِ فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا إِلَّا رَجُلًا كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ فَيُقَالُ أَنْظِرُوا هَذَيْنِ  حَتَّى يَصْطَلِحَاأَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَاأَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا"5

وفي رواية عند الترمذي " تفتح أبواب الجنة يوم الإثنين والخميس فيغفر فيهما لمن لا يشرك بالله شيئا إلا المهتجرين يقال ردوا هذين حتى يصطلحا "6

الله يُعلِّمنا:

والله تعالى يُعلِّم عباده مراجعة أنفسهم ، وتصحيح مسارهم فيُمهلهم عندما يُخطئوا ولا يُعجل لهم بالعقوبة ، وهي إشارة إلى ضرورة أن يراجع الإنسان نفسه أولاً بأول ، ولا يُطيل على نفسه الأمد فيقسو قلبه ويألف المعصية " إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا"7

وما الإمهال إلا نوع من إعطاء الفرصة لمراجعة النفس ، وتصحيح المسار ، وتعديل الخطأ الواقع.

بل إن الله تعالى يجعل مجرد الاعتراف بالذنب والتوبة عنه كفيلان بقبول توبة التائب ، وهذا هو الرجوع إلى الحق بعينه جاء في الحديث " فَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا اعْتَرَفَ ثُمَّ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ "8

 

تحذير:

والكبار يدركون حجم الإصرار على خطأ ارتكبوه ، أو التمسك بباطل وقعوا فيه ، ويعتبرون ذلك مكابرة قد تؤدي بهم إلى غضب الله ، والوقوع فيمن شملهم العذاب ، من المُصرين على أخطائهم ، جاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :"وَيْلٌ لِلْمُصِرِّينَ الَّذِينَ يُصِرُّونَ عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ"9

والكبار يعلمون أن الإصرار على الذنب وعدم الرجوع إلى الحق بعد أن تبين لهم يُعد نوعاً من الكبر المنهي عنه ، وقد يؤدي إلى ورودهم العذاب الشديد قال تعالى" وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ"[البقرة:206]

الجدل والتبرير :

صغار النفوس هم الذين يبحثون عن الأعذار والأوهام ، كي يقدموها ليُخفوا خلفها خطأهم ، ويُداروا بها عيوبهم ، فيستمرون في خطئهم الذي بدأوه ، وهم بذلك قد أضروا أنفسهم قبل أن يضروا غيرهم ، وأساءوا إلى أنفسهم قبل أن يُسيئوا إلى غيرهم.

وقد يكون السبب وراء استسهال هذا التبرير وعدم الاعتراف بالخطأ والرجوع إلى الحق هو أن يكون صاحب هذا السلوك قد أُوتي جدلاً ، ولحناً في القول ، وقدرة على البيان والإقناع "وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا"[الكهف:54]

ومن أمثلة هذا ، الذي حكى عنه القرآن "وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ"[البقرة:204]

فهذا الصنف شديد الحجة ، قوي البيان ، لدرجة أن الله قد وصف حديثه أنه سيُعجب النبي صلى الله عليه وسلم.

فارق بين حالتين :

وحتى تقترب الصورة أكثر وأكثر أخي القارئ ، فإننا لدينا حالتين : حالة يمكن الاستدلال بها كصورة من صور الضعف ، ومحاولات التبرير ، وقلب الحقائق والإصرار على الخطأ والتمادي في الباطل ، وحالة أخرى يُمكننا الاستدلال بها كنموذج للمراجعة والتصحيح ، والاعتراف بالخطأ والعودة إلى الصواب ، وتصحيح المسار.

إبليس: هو النموذج المُخطئ والصورة السيئة ، فربه قد أمره بالسجود فأبى ، فلما سأله عن السبب "... يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ"[طه:75] ، برر موقفه ، وجادل بالباطل ، وأصر على موقفه" قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ . قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ . وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ"[طه:76-78]

آدم : وهو النموذج المصيب ، والصورة الحسنة التي ينبغي أن يكون عليها الكبار دائماً ، فآدم عليه السلام أيضاً أخطأ ، فربه أسكنه الجنة ، يأكل من خيراتها ، وينعم بما فيها من رزق ، ونهاه عن شجرة واحدة "وَيَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ"[الأعراف:19]

ثم عصى آدم ربه فأكل من الشجرة ، وسأله ربه وهو أعلم به "فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ"[الأعراف:22]

فسارع آدم وزوجه بالرجوع إلى الحق ، والاعتراف بالخطأ ، والمطالبة بالعفو والمغفرة" قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ"[الأعراف:23]

محاسبة النفس:

والكبار يحاسبون أنفسهم على أقوالهم وأفعالهم ، فإذا كانت خيراً حمدوا الله ، وإن كانت غير ذلك عَدَّلوا من أنفسهم وقوموها ، ويُرْوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أنه قَالَ : "حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا"10

الرجوع إلى الله :

والعودة إلى الله أحق من أي شيء ، فإذا قصَّر العبد في حق ربه فعليه بالمسارعة بالتوبة والعودة من جديد ، والكبار هم الذين يُحدثون لكل ذنب توبة ، ويجعلون دُبر كل عمل استغفار ، فهم يستقبلون رسائل الله لهم ويفهمونها فيُسارعون بالاستجابة لندائه.

ومن الرسائل : التي يرسلها الله لعباده حتى يعودوا " الابتلاء" قال تعالى "وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ"[السجدة:21]

ومن الرسائل : إظهار الفساد المترتب على أعمال العباد ليلفت نظرهم ، ويُراجعوا أنفسهم "ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ"[الروم:41]

ومن الرسائل : إظهار الآيات البينات الواضحات الآية تلو الآية " وَمَا نُرِيهِمْ مِنْ آَيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا وَأَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ"الزخرف:48]

ومن الرسائل : إنزال العقوبة على أقوام استحقوا ذلك فيتعظ بهم من حولهم أو يكون ذلك حجة عليهم "وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرَى وَصَرَّفْنَا الْآَيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ"[الأحقاف:27]

والكبار يخافون أن يُصبحوا ممن أشار عنهم القرآن في قوله تعالى" فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ"[الأنعام:43]

البطانة الصالحة :

الكبار يتخذون صحبة صالحة ، وبطانة تُذكرهم عند النسيان ، وتقومهم عند الخطأ ، وتأخذ أيديهم عند الإسراف.

والكبار يبتعدون كل البعد عن البطانة التي تمدح ولا تنصح ، وتُبالغ في إبراز المحاسن بطريقة تؤدي إلى العُجب والبطر وتغض الطرف عن المساوئ وإن كانت من النوع المهلك ، جاء في الحديث إ"ذا أراد الله بالأمير خيرا جعل له وزير صدق إن نسي ذكره و إن ذكر أعانه "11

الاعتداد بالرأي :

صغار النفوس هم الذين يتعصبون لآرائهم ولا يقبلون بغيرها حتى وإن كان هذا الغير أعمق من رأيهم فكراً ، وأكثر منه نفعاً.

أما الكبار فهم الذين يحملهم تواضعهم على قبول الرأي الآخر ، وتقديره والثناء عليه متى كان فيه الخير والصواب رافعين شعار " قولي صواب يحتمل الخطأ ، وقول غيري خطأ يحتمل الصواب" 

والكبار لا يُقدسون أنفسهم فيدعون العصمة من الخطأ ، ولا يستخفون بآراء الآخرين أو يُسفهونها كي لا تتضح معالم الخطأ في قراراتهم.

وهم يسيرون في ركب الأقوياء فيصححون ما وقعوا فيه من خطأ متى ظهر لهم ذلك ، ويُقوّمون من اعوجاجهم متى نصحهم أحد بذلك.

الوصاية:

ومن الأسباب التي تجعل الناس يرفضون الرجوع إلى الحق ، والاعتراف بالخطأ ، اعتبار أنفسهم أوصياء على فكرة أو مؤسسة أو شركة يديرونها ، فيحملهم ذلك الإحساس على رفض الآخر ، وعدم الاستجابة السريعة لآرائه ومقترحاته خوفاً من سقوط الفكرة ، أو انهيار المؤسسة ، أو ضياع الشركة.

والكبار هم الذين ينأون بأنفسهم عن ذلك ، بل يُشركون غيرهم معهم ، ويعتبرون الجميع شركاء في بناء الفكرة ، ونجاح المؤسسة ، وإدارة الشركة.

التقارير الخاطئة:

ومن الأسباب التي تجعل الإنسان لا يستجيب للحق ، ويُبطئ في رجوعه إليه ، أن تكون التقارير المرفوعة إليه تقارير كاذبة ، خادعة ، غير حقيقية ، يرفعها إليه بطانته وسدنته من المستنفعين ، والمتملقين الذين يُزينون الباطل ، ويُجملون الخطأ ، فيظهرونه في أحسن صورة ، جاء في الحديث "إذا أراد الله بالأمير خيرا جعل له وزير صدق إن نسي ذكره و إن ذكر أعانهإذا أراد به غير ذلك جعل له وزير سوء إن نسي لم يذكره و إن ذكر لم يعنه"12

والكبار هم الذين ينزلون إلى الميدان بأنفسهم فيطلعون على الواقع بعيونهم ، ويتعرفون على الصواب ,الخطأ فيما ولُّوا بأنفسهم ، فيسارعون بالتصحيح ، ويجتهدون في التعديل والتقويم.