الثلاثاء، 12 نوفمبر 2013

كلما ذهب يومك ذهب بعضك !!!

 

 

كل يوم يمضي على ابن آدم يبعده عن الدنيا ويقربه من الآخرة، وقد قال احد السلف رحمهم الله :يا ابن آدم كلما ذهب يومك ذهب بعضكان المؤمن اذا انتقل الى الدار الآخرة فرحمة الله الواسعة اذا شملته باذنه تعالى قبل عمله الصالح فهي المعينة والمنجية له من اهوال يوم القيامة، وعلى المسلم ان يعمل بما يرضي اللهعز وجل ويوافق هدي نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم، فالموت مكتوب على الانسان احب ذلك ام كرهه! وكم فقدنا من اهل واقارب واصحاب في هذه الدنيا رحلوا عنا الى الدار الآخرة .. اللهم ارحمنا واغفر لنا واياهم واجمعنا بهم في الجنة وجميع المسلمين.. ان كل انسان لايعلم كيف يموت ومتى وأين قال الله تعالى (وما تدري نفس بأي أرض تموت). نحن نسمع بين وقت وآخر عن موت قريب من الاقارب او صاحب او عالم من العلماء خدم الاسلام والمسلمين، فهل نتعظ من ذلك كله؟! ومن حين لآخر لابد لنا ان نزور المقابر لزيارة قريب او صديق او عزيز نواريه الثرى. لا يكفي ان نتأثر حال وجودنا في المقبرة فقط . بل لابد ان يكون واعظ الموت موجودا داخلنا باستمرار. اذ يجب على المرء ان يعد نفسه من اهل القبور لان القبر كل يوم ينادينا ويأخذ منا من يأخذ!!  والانسان لا يعلم متى يفجأه الموت ليصبح رهين قبره. جعل الله قبورنا رياضا من رياض الجنة وليست حفرا من حفر النيران , والقبر صندوق العمل ومستودع لما يدخره الانسانويعمله في حياته ودنياهيقول الله تبارك وتعالى (من أي شيء خلقه، من نطفة خلقه فقدره، ثم السبيل يسره، ثم أماته فأقبره) اذأ لم يتعظ الانسان بالموت واهواله والقبر فبماذا يتعظ ؟ لان الموت نعم واعظ للانسان في حياته , وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( كفى بالموت واعظا) والشاعر يقول بيوتنا تبنى ونحن ما تبنا --- ياليتنا تبنا من قبل ان تبنى ... لذلك فان امورا مهمة ومحرمات يجب على المسلم ان يبتعد عنها حتى ينجيه الله من عذاب القبر منها الشرك بالله عياذا بالله من ذلك، الربا لانه محاربة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم، الخمر، فهي ام الخبائث اعاذنا الله منها، اكل اموال الناس بالباطل وترك الصلاة والعياذ بالله، لهذا يجب الابتعاد عن الكبائر والموبقات عمومايقول الله تعالى (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنياوفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء) المقصود بالتثبيت هنا كما ذكر ذلك احد علمائنا الافاضل جزاهم الله خيرا هو السؤال في القبر فهذه الآية الكريمة نص صريح في اثبات سؤال القبر كما قرر ذلك واثبته العلماء، وقد جاء في الحديث الشريف الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال (المسلم اذا سئل في قبره يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله) فذلك قوله تعالى: (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة). اللهم ثبتنا عند السؤال وعلى الصراط وقنا عذابك يوم تبعث عبادك، واللهم اكتب لنا التوبة النصوح واقبلها منا.. وامتنا على التوحيد الخالص لك سبحانك واغفر لنا ولوالدينا واقاربنا وذرياتنا وجميع موتانا ولائمتنا الا وانت راض عنا. آمين يارب العالمين , وفي رسالة عجيبة تحت عنوان ... ( رسالة الموت !!!) أحببت أن أنقلها في هذاالمجال لأهميتها, فقد نشأ أحمد بن طولون في صيانة وعفاف ورياسة ودراسة للقرآن العظيم مع حسن الصوت به، وحكى ابن عساكر عن بعض مشايخ مصر: أن طولون لم يكن أباه وإنما كان قد تبنّاه لديانته وحسن صوته بالقرآن، وظهور نجابته وصيانته منذ صغره , وبعثه طولون مرة في حاجة ليأتيه بها من دار الإمارة، فذهب أحمد، فإذا حظية من حظايا طولون مع بعض الخدم وهما على فاحشة، فأخذ أحمد حاجته التي أمر بها طولون وكرَّ راجعا إليه سريعا، ولم يذكر له شيئا مما رأى من الحظية والخادم، ولكن الحظية توهمت أن يكون أحمد قد أخبر طولون بما رأى، فجاءت إلى طولون وقالت: إن أحمد جاءني إلى المكان الفلاني وراودني عن نفسي، وانصرفت إلى قصرها , فوقع في نفسه صدقها، فاستدعى أحمد وكتب معه كتابا وختمه إلى بعض الأمراء، ولم يواجه أحمد بشيء مما قالت الجارية، وكان في الكتاب "إن ساعة وصول حامل هذا الكتاب إليك تضرب عنقه وابعث برأسه سريعا إليّ" , فذهب أحمد بالكتاب من عند طولون وهو لا يدري ما فيه، فاجتاز بطريقه بتلك الحظية، فاستدعته إليها , فقال: إني مشغول بهذا الكتاب لأوصله إلى بعض الأمراء. قالت: هلم فلي إليك حاجة , وأرادت أن تحقق في ذهن الملك طولون ما قالت له فحبسته عندها ليكتب لها كتابا، ثم أخذت من أحمد الكتاب الذي أمره طولون أن يوصله إلى ذلك الأمير، فأعطاها إياه، فأرسلت به ذلك الخادم الذي وجده معه على الفاحشة، وكانت تظن أن في الكتاب جائزة تريد أن تخص بها الخادم المذكور، فذهب الخادم بالكتاب إلى ذلك الأمير, فلما قرأه أمر بضرب عنق ذلك الخادم وأرسل برأسه إلى الملك طولون، فتعجب الملك من ذلك، وقال: أين أحمد؟! فطلب له: فقال: ويحك أخبرني كيف صنعت منذ خرجت من عندي؟! فأخبره بما جرى من الأمر, ولما سمعت تلك الحظية بأن رأس الخادم قد أتي به إلى طولون أسقط في يدها وتوهمت أن الملك قد تحقق الحال، فقامت إليه تعتذر مما وقع منها مع الخادم، اعترفت بالحق وبرأت أحمد مما نسبته إليه فحظي عند الملك طولون وأوصى له بالملك من بعده.

همسة إلى المهمومين.. لا تيأسوا

كيف تيأس وأنت تلجأ إلى الله؟! كيف تقنط والله تعالى هو المرجو: (إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ 87) يوسف) )وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّالُّونَ 56)(الحجر).

 إن المؤمن لا يعرف اليأس طريقاً إلى قلبه ونفسه، يعيش دائماً بالأمل، ويُحسن الظن بربه القائل: (إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (6 الشرح)، وقال أيضاً: (سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا) (7 الطلاق).

ولله درُّ القائل:

 إذا اشتلمتْ على اليأس القلوبُ          وضاق بما به الصدر الرحيب

وأوطنت المكاره واستقرت          وأرست في أماكنها الخطوبُ

ولم تر لانكشاف الضرِّ وجه          ولا أغنى بحيلته الأريبُ

أتاك على قنوط منك غوث          يمنُّ به اللطيفُ المستجيبُ

وكلُّ الحادثات إذا تناهت          فموصولٌ بها فرجٌ قريبٌ

إلى كل من أحاطه الحزن وامتلأ غماً وهماً.. إلى كل من ظلم وعاش في خوف من بطش الباطشين.. إلى كل من حارت حيله، وضاقت به السبل.. إلى كل من فنيت آماله، وأوصدت أبواب البشر في زمانه.. إلى كل من ضاقت عليه الأرض بما رحبت، وضاقت عليه نفسه بما حملت، إلى كل من تجرع كأس الألم.. إلى كل من قتل ولم يستطع أن يأخذ حقه، إلى كل أم تَحَرَّق قلبها حزناً وأسفاً، وكمداً على مقتل ابنها أو ابنتها، إلى كل من آلمه كذب الكاذبين، ونفاق المنافقين، إلى كل من أصيب بعاهة في جسده، إلى كل من قُتل واتُهم بأنه قاتل، إلى كل صدر ضاق بالجبروت الذي يفتك به، إلى كل من عانى الاكتئاب.. إلى هؤلاء جميعاً أرسل إليهم رسالتي هذه، استغث بربك وأنت موقن بالإجابة والإغاثة، وكن كمن قال:

 ولقد ذكرتك والخطوب كواحل          سودٌ ووجه الدهر أغبرُ قاتم

فهتفت في الأسحار باسمك صارخ          فإذا مُحيا كُل فجرٍ باسمٌ

ادعُ ربك، فقد بشرك بالنجاة: { قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُم مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ }(الأنعام:64.

وقد قال لك ربك أيضاً: { أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ  36) (الزمر).

أيها المهموم، تضرع إلى الكبير المتعال، واثقاً بأن مع الكرب فرحاً، وأن مع العسر يسراً، وأن دوام الحال من المحال.

قف بباب الله واسأله، وأكثر من التدبر في قوله تعالى: { أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ 62) (النمل(.

ألح في سؤالك "فإن الله يحب العبد الملحاح".. قف على باب ربك وإن طال الوقوف، اصبر صبراً جميلاً، وكرر بقلبك قبل لسانك: الحمد لله، وارض بقدر الله، واعلم أن الدنيا لا تساوي شيئاً في عين المؤمن، وأنك ستخرج منها دون شيء.

وانظر لمن ملك الدنيا بأجمعها      هل راح منها بغير القطن والكفن

واعلم أنك تسأل ملك الملوك، رب الناس جميعاً، والقادر عليهم جميعاً، إنه الله الذي أمره بين الكاف والنون: (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) (يس 82).

 أيها المهموم المغموم المكلوم.. أكثِر من دعاء ربك، وقبل أن تدعوه عز وجل استعد قبل أن تقف على بابه، ولعلك تسأل: كيف أستعد؟ وأجيبك قائلاً:

 فرّغ قلبك من الشهوات، والتزم بشروط إجابة الدعاء، فإن الله لا يقبل من قلب غافل لاه، أطب مطعمك واجعله حلالاً "أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة".. ثم اسْعَ إلى ربك متضرعاً، وكن قناصاً للفرص والأوقات، فتضرع إلى ربك عندما ينام الناس، وخاصة في أوقات السحر، واستشعر أنه يناديك: "هل من سائل فأعطيه؟ هل من داع فأستجيب له؟ هل من مستغفر فأغفر له؟" وثق بأن دعاءك مستجاب بأمر ربك..

أجل.. أليس الله هو مفرج الكروب، وقد فرج كرب أيوب عليه السلام؟ أليس هو القائل للنار بعد أن قُذف فيها إبراهيم عليه السلام: )قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ69)( الأنبياء)؟

أليس الله سبحانه هو من ألان الحديد لداود عليه السلام؟ أليس الله سبحانه هو الذي فلق البحر لموسى؟ أليس الله عز وجل هو الذي شق القمر لمحمد "صلى الله عليه وسلم"؟ أليس الله عز وجل هو الذي حفظ يوسف عليه السلام ومكَّن له في الأرض على غير إرادة البشر وبرغم كيد إخوته وغيرهم؟

أبشِر أيها المهموم، أبشر بلطف الله تبارك وتعالى، كن متفائلاً، أبشر بالأمل المشرق، أبشر بالمستقبل، أبشر بصبح يملأ حياتك نوراً بعد ظلام حالك.

لمعت نارهم وقد عسعس اللي          ل وملَّ الحادي وحار الدليل

 فتأملتها وفكري من البي          ـــــــن عليل وطرف عيني كليل

وفؤادي ذاك الفؤاد المعني          وغرامي ذاك الغرام الدخيل

 وسألنا عن الوكيل المرجى          للملمات هل إليه سبيل

 فوجدناه صاحب الملك طر          أكرم المجزلين فرد جليل

صباح الخير

من شرفةِ بيتكِ، أو من نافذةِ غرفتكِ، أو من فوقِ سطحِ منزلكِ، تأمليها عندما تشرقُ بلونها الذهبي، واهمسي بصمتٍ دافئٍ كدفئها" صباحي ذهبٌ، ويومي ذهبيٌ، ووقتي ثمينٌ كالذهب؛ لن أخسره بالتفكيرِ في مكرِ أعدائي لي؛ فهم لا يستحقونَ لحظةً من حياتي؛ ثم ابتسمي وأدمني التأملَ بعقلٍ واعٍ وقلبٍ منفتحٍ صافٍ...

بعدها...تأملي نقاءَ الماءِ، وبياضهِ؛ وقولي" يالله لو كان قلبي نقيًا مثله، سأباشرُ بتنقيته من آفاته، مثلما أحرصُ على تنقيةِ بشرتي من الشوائب؛ بشربِ كوبِ الماءِ على الريق....

أكملي ما بدأتِ بنفسيةٍ طيبة، وبينما تمسكين " فرشاة أسنانك" لتنظيفها من الشوائب؛ قولي " لن أقضم بأسناني إلا كل حلالٍ طيبٍ خُصص لي؛ لن أسعَ لأسلبَ غيري رزقه؛ فالأرزاقُ من عند الله...

في حياتكِ اليومية عزيزتي تفاصيل كثيرة تُنجزينها كنهجٍ اعتدتِ عليه؛ بإمكانكِ أن تُنجزيها من الآن بأسلوبٍ رائع؛ عبر ربطها بالجانب الروحي؛ فتغذيةُ الروح والإهتمام بها؛ ستنعكسُ إيجابيًا على تفاعلك مع متطلبات الحياة، وما تُمليه عليكِ من حكمةٍ وعقلانية...

لا تُهملي الصباح وروعته؛ ففي صمتهِ تتجلى حكاية المثابرين؛ وفي هدوئه يظهرُ شموخ العارفين لله حق المعرفة؛ في الصباحِ كل الجمال؛ فإن أردتِ الجمالَ فاحرصي على صباحٍ مدهشٍ؛ تقولين فيه من كلِ قلبكِ" لا لجراحِ الأمس"..

صباحٌ تُجددين فيه ذاتك؛ وتنشرين المحبةَ والأنسَ بين أهلك ومحيطك ومجتمعك؛ مثلما تنشرُ فيه الشمس أشعتها الذهبية على البشريةِ جمعاء؛ صباحكُ همةٌ وريادة وسكر وسعادة

فنون الحياة الزوجيه .. وأسس اختيار الشريك ..

أولى الخطوات على طريق النجاح في العلاقة الزوجية هي الاختيار الصحيح، ومرحلة الاختيار تكاد تكون من أصعب، وأدق المراحل التي يمر بها المقبلون على الزواج، حيث أن نتائجها تنعكس على مستقبل حياتهم بكل تفاصيله، فلا بد من البحث والتأني ودراسة الموضوع لتحقيق النجاح، كما وتعتمد أسس الاختيار على الهدف من الزواج، وتحديد ماذا نريد منه.
يقول أحد الحكماء "إذا أردت أن تكون طبيباً فقم بدراسة الطب، وإذا أردت أن تكون مهندساً فقم بدارسة الهندسة وإذا أردت أن تكون ناجحاً فقم بدراسة النجاح " فما على الإنسان إلا أن يأخذ بالأسباب، والنجاح والسعادة والتوفيق بيد الله سبحانه وتعالى ومن تلك الأسباب:
1.  الحرص على الصلاح والتقوى وحسن الخلق: جعل الله تعالى التقوى هي مقياس التفاضل بين البشر جميعاً، والزواج لا يشذ عن تلك القاعدة، يقول الله  تعالى في كتابه العزيز "وانكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم"
ويقول صلى الله عليه وسلم "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض "

وقال الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم "وتنكح المرأة لأربع لمالها وجمالها وحسبها ودينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك".3 (رواه البخاري ومسلم)
ولا مانع من أن تكون المرأة جميلة، أو ذات حسب ونسب، مع وجود الدين، ولكن المحظور أن تطلب هذه الخصال، دون النظر للتقوى والصلاح
 ويتعين حينئذٍ على من يريد أن ينشئ بيتاً، أن يبحث أولاً عن حارسة للقلعة، تستمد تصورها من مصدر تصوره هو، من الإسلام وسيضحي في هذا بأشياء، سيضحي بالالتماع الكاذب في المرأة، سيضحي بخضراء الدمن...ليبحث
عن ذات الدين التي تعينه على بناء بيت مسلم، وعلى إنشاء قلعة مسلمة.
 
ويقولون أن الزوجة بغير دين وبال على زوجها وذريتها، ومثلها لا تغني في ملمة، ولا تثبت في نازلة، ولا تسعد في حياة.
وكذلك الحال بالنسبة للزوج فقد مر رجل على النبي صلى الله عليه وسلم  فقال: ما تقولون في هذا؟ قالوا: هذا حري إن خطب أن ينكح، وإن شفع أن يشفع وإن قال أن يسمع، ثم سكت فمر رجل من فقراء المسلمين فقال النبي صالى الله عليه وسلم : ما تقولون في هذا؟ قالوا: هذا حري إن خطب أن لا ينكح وإن شفع لا يشفع وإن قال ألا يسمع، فقال النبي  صالى الله عليه وسلم  هذا خير من ملئ الأرض من مثل هذا.
2.  لا بد من الموازنة بين العقل والعاطفة عند اختيار الشريك: فكلاهما يلعب دوراً في الاختيار، والعاطفة لا بد من وجود حدها الأدنى وهو القبول، وعدم النفور ثم تتدرج إلى الميل والرغبة. واختيار العقل يحتم وجود تكافؤ في الناحية الاجتماعية، والنفسية والعلمية والشكليّة، والدينية.
كما أنه لابد من تحديد ما هي الصفات التي تحب أن تراها في شريك الحياة، فهناك تفاوت بين البشر في تحديد تلك الصفات، وأن لا يكون التركيز على الخطيبين فقط في مسألة القبول والانسجام ، بل لا بد من وجود ذلك بين أهليهم لتفادي الخلافات المستقبلية.
3. اختيار البكر التي لا عهد لها بالرجال: كما قال النبي صالى الله عليه وسلم  "هلا تزوجت بكراً تلاعبها وتلاعبك لأن زوجها في هذه الحالة سيكون الأقرب إلى قلبها وحبها الأول.
كما يقول الشاعر :
قلب فؤادك حيث شئت من الهوى           ما الحب إلا للحبيب الأول
غير أن ذلك ليس  شرطاً في نجاح الزواج، فقد تكون الفتاة مطلقة، أو أرملة أو غيرها وتكون حياتها الزوجية ناجحة وقد تكون بكرا في غاية البؤس والشقاءوهكذا.
4.تغريب النكاح: توصي السنة النبوية، والأبحاث العلمية في العصر الحديث، بعدم زواج الأقارب وتكراره باستمرار، حتى لا يتسبب ذلك في أمراض وراثية، والمقصود بزواج الأقارب هو الزواج من بنت العم أو بنت الخال أو الخالة.....
"فلو تزوج  الرجل من ابنة عمه مثلاً وكان كلاً منهما يحمل نفس العامل الوراثي، المتنحي، أي الذي ليس له القدرة على الظهور، والتعبير عن نفسه، إلا إذا اجتمع مع عامل وراثي متنحي مماثل تماماً، فإنه في تلك الحالة تظهر الصفة الوراثية للصفة الصحية، أو المرضية والتي يحملها الزوجان معاً، وتزداد النسبة حسب درجة القرابة
5.التقارب في السن: الفارق الكبير في السن، يؤدي في أغلب الأحيان إلى العديد من المشاكل وخاصة في مرحلة متقدمة من الحياة الزوجية، فبينما يكون الطرف الأصغر مفعماً بالحياة، ويرغب بممارسة نشاطاته العادية في الحياة، يميل الطرف الآخر إلى الراحة والسكون، مما يخلق فجوة كبيرة بين الطرفين، لأنهم لن يكونوا أبناء جيل واحد، ويرى كثير من المختصين أن "فارق السن المناسب بين الزوجين هو بين (5 – 10) سنوات لماذا؟ لأن الفتاة أسرع نضجاً من الفتى في نفس العمر، وفي نفس الوقت يكون الرجل أكثر شباباً من المرأة في السن المتأخرة ,,
هذا الوضع الأفضل، ولكن هناك أيضاً بعض الأسر تعيش سعيدة رغم عدم وجود فارق في السن. كما أن التقارب الاجتماعي والاقتصادي بين الزوجين يسهل عليهما التكيف مع الحياة الجديدة بكل مفرداتها.
6.  الاطمئنان إلى سلامة الجسد: لا بد وأن تقوم الحياة الزوجية، ومن بدايتها على الوضوح والصراحة، فإذا كان في أحد الأطراف بعض العيوب المخفية والمشاكل الصحية، فلا بد أن يعلم بها الطرف الآخر، وخاصة إذا كانت من النوع الذي يجعله غير قادر على مزاولة أعماله الاعتيادية الطبيعية.
كذلك التأكد من القدرة على الإنجاب، وعمل الفحوصات اللازمة قبل اتمام عقد الزواج "مثل فحص الثلاسيميا وغيرها "وفي بعض حالات الزواج تزوج الفتاة ولم يحدث عندها الحيض، وهو أبرز علامات البلوغ عند الفتاة، وليس ذلك لصغر السن بل لعيوب صحية.وبعد سنوات وانتظار طويل كان الطلاق هو نهاية المطاف لذلك الزواج.وهذه من الامور التي  يمكن أن يتعرف الزوجان عليها عن طريق سؤال المقربين والأصدقاء والجيران من الطرف الآخر، ومن يخالطوهم بشكل دائم .
وبالرغم من كل ما يتخذه الزوجين من أسباب النجاح، فقد يشعرون بالقلق والتوتر، ويخشى أن يكون اختياره غير موفق، وهذا القلق أمر طبيعي لأنه مقدم على خطوة كبيرة، وهامة في حياته. إلا أن هذا الشعور يزول بمرور الوقت. بعد الزواج ويحل محله الألفة، والمحبة، والسكينة.
الاستخارة الشرعية
بعد البحث والتدقيق، والانتهاء إلى خيار معين في مسألة الزواج، وقبل إتمام الخطبة بشكل رسمي، لا بد من خطوة طلب العون، والتوفيق من الله سبحانه وتعالى، وهدايته إلى ما فيه الخير.
لابد من صلاة ودعاء الاستخارة، وذلك بصلاة ركعتين بنية الاستخارة ثم الدعاء قبل التسليم أو بعده فيقول: "اللهم إني أستخيرك بعلمك، واستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن "زواجي من هذا الشخص" خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه.
وإن كنت تعلم أن هذا الأمر "زواجي من فلان أو فلانة " شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به".
فينظر بعد ذلك، ما الذي يميل إليه قلبه هل هي الموافقة أم الرفض، ويمكن أن يعيد الاستخارة عدة مرات حتى يطمئن قلبه لأحد الخيارين.
شخصيات يصعب التعايش معها
هناك بعض الشخصيات لا يجد الطرف الآخر فرصة للسعادة معها، ومن المفترض أن يكتشف الخاطبان ذلك في فترة الخطوبة، وقبل فوات الأوان، ومن تلك الشخصيات المثيرة للجدل:
 الشخصية البارانوية (الشكاك المتعالي).
هذا الشخص كثير الشك في نوايا خطيبته، يسألها كثيراً أين ذهبت ومع من تكلمت، وماذا تقصد بكلامها، مما يجعلها في موقف المتهمة المدافعة عن نفسها.
وصاحب هذه الشخصية شديد الحساسية لأي نقد، في حين أنه يتهكم ويسخر من الآخرين بشكل لاذع، ويرى أنه لا يخطئ أبداً ولا يغير رأيه بالحوار أو النقاش.
ففي هذه الزيجات، الوقت كله مستنزف في تحقيقات، واتهامات، ودفاعات، ودلائل براءة.
الشخصية النرجسية (الطاووس):
فالنرجسي معجب بنفسه أشد الإعجاب، وهذه الكلمة جاءت من اللغة اليونانية من لفظ naessus ومصدرها أسطورة يونانية، تقول أنه كان شاباً يونانياً يجلس أمام بركة ماء، فأعجبته صورته فظل ينظر إليها حتى مات.
وهذه الشخصية ترى في نفسها مركز الكون، ومحط أنظار الجميع، مما يصعب التعامل معها من قبل المحيطين بها"[5].
الشخصية الهستيرية " الزائفة " :
وهي شخصية موجودة بين النساء أكثر، وتضع من يتعامل معها في حيرة وتناقض، تراها غالباً جميلة وجذابه، تغري بالحب ولا تعطيه، تغوي ولا تشبع، تعد ولا توفي، تبدي حرارة عاطفية في الخارج، في حين أنها في الداخل باردة عاطفياً.
الشخصية السيكوباتية " النصاب المخادع ":
كذاب، عذب الكلام، يعطي وعوداً كثيرة ولا يفي بأي منها، لا يحترم القوانين أو الأعراف أو التقاليد، ليس لديه ولاء لأحد، فولاؤه لملذاته وشهواته، ويسخر الجميع للاستفادة منهم، وأحياناً ابتزازهم.
لا يتعلم من أخطائه، ولا يشعر بالذنب تجاه أحد، لا يعرف الحب، ولكنه بارع في الإيقاع بضحاياه حيث يوهمهم به ,,
إضافة إلى أن هناك بعض التصرفات قد تصدر عن أحد الخاطبين، تعد إشارة تنبأ بعدم استقرار الحياة الزوجية، حول هذه القضية صدر بحث د. ألمن ابنته" أستاذ علم النفس الاجتماعي بجامعة لوزيانا الأمريكية يذكر فيه بعض التصرفات التي تتطلب الحذر منها.
1. لغيرة، هناك غيرة حسنة تدفئ الحب، وتزيده وأخرى تحرقه، وهي التي تختلط بالشك وكل ذلك يظهر منذ الخطوبة.
2.عادة التذمر، إذا كانت الشكوى في حدود المقبول فلا بأس بها، أما إذا وجدت خطيبك يتذمر بصورة دائمة، فهذا يشعرك أنه لن يكون راضياً، سعيداً في المستقبل من أي شيء.
3.  حب التملك، إذا تدخل الخطيب في معظم شؤون خطيبته الخاصة، فعليها أن تتأكد من ذلك هل هو بدافع الحب، أم حالة مرضية تستدعي الانتباه.
4.  السلبية، إذا كان خطيبك من النوع السلبي، الذي يتوقف أمام المشكلات، أو يلتزم الصمت عند أي  نقاش. فاهتمي بهذه الظاهرة فقد تكون لضعف في شخصيته، أو عدم إحساسه بالمسؤولية، مما سيجعل كامل المسؤولية في الأسرة عليك
أنواع النساء
هناك أنواع من النساء حسب رأي الدكتور أكرم رضا ( يستحيل معهن استمرار المعاشرة، وإن استمرت فهي العذاب بعينه... تحتاج كل واحدة منهن إلى خبير نفسي لا زوج... فإياك أن تكوني منهن.
1.  البائسة: ناقمة على الدنيا متشائمة، دائمة السخط... لا تعرف كلمات الفرح والرضا والسرور... لا تدرك معنى  الابتسامة.
2.  المتحررة: تحب الخروج من البيت، ولا تطيق أن تمكث فيه، تعرف مكان النادي، والحفلة والرحلة جيداً، دائمة المقارنة بين ما هي فيه من تضيق، وبين ما لدى أخيها الشاب من تحرر..... وشعارها أنا حره.
3. المتسلطة: التي لا ترى الا فعلها، ولا تسمع إلا كلمتها ولا يرضيها إلا رأيها، شعارها "رأيي صواب لا يحتمل الخطأ".
4. الإمعة: كثيرة التلفت بحثاً عن رأي تتمسك به، فهي لا رأي لها ترى أن كل ما يقوله أهلها صحيح، وتردده وبدون تفكير، وترى أن ما يقوله زوجها صحيح، وكل ما تقوله صديقتها صحيح.......
5.  الأم: اللهفة الشديدة، والهلع غير المبرر عند أي غياب أو أذى، الاهتمام المبالغ فيه عند أي بادرة حزن، نهر الحنان الجارف، يشعر زوجها أنه طفلها الصغير، بل اليتيم.....لقد بحث عن زوجه يباشر معها رشده فاذا هو مع ام تقيده في طفولته.
6.  البراقة: تبدي عدم رضاها عن عدم تناسق ثياب زوجها. الجمال عندها كل جديد مبهر، ورداء الأمس قديم لا يحق أن ترتديه اليوم، تلبس للناس وتنتظر رأيهم، تفرح عند إطرائهم، وتصب اللعنات عند تجاهلهم بريقها.
7.  المثقفة جداً: وإن كانت هذه ميزة... أن تكون الفتاة مثقفة إلا أن حفيف أوراق الشجر، ورقرقات مياه النيل، وزقزقات العصافير حولها، في تلك الجلسة المسائية الجميلة قد بدا فيها نشاز، ذلك الموضوع الذي فتحته حول اكتشاف شريط الجينات البشرية، وكيفية تأثيره في مسيرة الحضارة... ولم يكن هناك داعٍ أبداً لتلك الصرخة الهلعة من شفتيها وأن تسحب كفها الرقيقة من بين كفيه عندما نطق زوجها كلمة "كروموسوم" خطأ، أو عندما تجاهل مشكلة ثقب الأوزون".
8.  العصبية: وتقولها كأنها تفتخر أنا عصبية، ويظن ساعتها أنها تحاول تنبيهه ليغفر لها بعض الحدة، ولكن عندما رأى ذلك الكوب الطائر ليتهشم على الحائط المقابل، عرف أنه ليس تنبيهاً، وإنما تهديداً وأدرك حجم الأطباق التي سوف تتحطم فوق رأسه لأتفه الأسباب.
9.   المتؤوله: المتشائمة وغير مستقرة على حال، وحجم الأحجبة والخرزات الزرقاء في حقيبتها، يدلك على حقيقتها، وفزعها حين نعق الغراب، وانتفاضها إذا رأت بومه، وتعليل كل فشل بالحسد وكل شجار بالعمل، وكل كارثة بالسحر.
10.   المتفيهقة: المتفيهقون فسرها النبي e بالمتكبرين وتستخدم في الدلالة على المتعالم، وخاصة في أمر الدين، والفقة، والأحكام الشرعية...... وكلمة، حرام وحلال أسرع عندها من  (السلام عليكم) أنها جريئة على الفتوى جرأه لا يقدر عليها لا مالك ولا أبو حنيفة ,,

معرفة الذّات

لعلّ معرفة الذّات هي الإشكاليّة الأشدّ صعوبة وتعقيداً الّتي يواجهها الإنسان، وذلك لأنّ الإنسان تركيبة غريبة ومعقّدة تجمع في ذاتها  تناقضات عدّة ومشاعر مختلفة. وتتأرجح النّفس الإنسانيّة بين العقلانيّة والعاطفيّة، كما أنّها تخضع لعدّة عوامل حياتيّة وسلوكيّة ومحيطيّة قد تبعد الإنسان عن ذاته.

ويغفل الإنسان من حيث يدري أو لا يدري عن الغوص في ذاته ليكتشف أعماقها وقد يكتفي بالمعرفة الظّاهريّة والبعيدة عن العمق الإنساني. والمعرفة الذّاتيّة لا تقتصر على الانتماء الشّخصي والوضع الاجتماعي، والتّصنيف الاجتماعي، وإنّما تتّخذ أبعاداً أخرى لا يدركها الإنسان إلّا حين يقف بصدق أمام ذاته، ويتعرّف عليها ويبحث في داخله عن الأنا الحقيقيّة المجرّدة من كلّ ما أُدخل عليها خلال مسيرته الحياتيّة.

ليس الأمر بالسّهل ولا بالهيّن، فالموضوع يتطلّب اتّزاناً وصفاء، وشفافيّة واقتبالاً لكلّ ما تحمله الذّات الإنسانيّة. كما أنّ التّجرّد يحتاج إلى سكون داخليّ وتواضع يمنح الإنسان القدرة على التّخلص من كلّ الشّوائب الّتي حفرتها السّنون على مدى فترات طويلة.

ويلعب التّواضع دوره الأساسيّ في مصالحة الإنسان مع ذاته وتقبّلها ليتمكّن من النّظر إليها على مستوى الإنسانيّة وليس على مستوى التّميّز بينه وبين آخر. ويكتسب الإنسان التّواضع عندما يتخلىّ عن فكرة أنّه محور العالم وأنّه الأفضل، فالتّواضع يتطلّب منه أن ينظر إلى الجميع على مستوى نظره، فلا تكون النّظرة متعالية أو دونيّة.

كما أنّ معرفة الذّات تفتح آفاق التّعرّف على الآخر بعمقه الإنساني، وعندها يتمكّن الإنسان من قبول الآخر كما هو وتفهّمه وإدراك عمقه الإنساني ومحاكاته إنسانيّاً متخطّياً صعوبات جمّة، ومشاكل عقيمة يواجهها النّاس في التّواصل مع الآخر.

كذلك يتفرّد كلّ إنسان بالوسيلة الّتي تمكّنه من معرفة ذاته، ويتميّز كلّ واحد عن الآخر من خلال تجاربه الخاصّة خلال مسيرته الإنسانيّة، وقد يحيا الإنسان عمراً كاملاً دون التّعرّف على ذاته ودون الوصول إلى جواب حقيقي على سؤال صعب ويستدعي الصّمت أحياناً، ألا وهو "من أنت؟".

"من أنت؟"، سؤال يبدو بظاهره بسيطاً وإنّما قد يصمت العقل والقلب معاً للحظات إذ يتعسر الأوّل على إيجاد الإجابة الشّافية والمنطقيّة، ويشقّ على الثّاني الرّدّ تلقائيّاً وعفويّاً على سؤال يلمس الذّات الإنسانيّة بعمقها.

أمّا لحظات الصّمت هذه فلا تمنعنا عن البحث العقليّ والعاطفيّ لإدراك الذّات والتّعرّف إليها، كما أنّها لا يجب أن تحجب عنّا أهمّيتنا كأفراد في تحدّي الذّات للوصول إلى الجواب المرضي والنّتيجة السّليمة.

من هنا يمكننا اتّباع ثلاث خطوات عمليّة، تساعدنا على التّوغّل في أعماق ذواتنا، وتمكّننا من التّعرّف إليها، واكتشاف بهائها الحقيقيّ المختلف عن الظّاهر، والّذي يطبع الظّاهر بجمال آخر ألا وهو الجمال الإنسانيّ.

-حبّ الذّات:

حبّ الذّات وهو غير الأنانيّة، يمنح الإنسان القدرة على معرفة ذاته فيرفع من إيجابيّاتها ويحاول التّخلّص من سلبيّاتها.

حبّ الذّات ينتج عن تحديد الإنسان لذاته كقيمة إنسانيّة بغض النّظر عن الإيجابيّات والسّلبيّات، إذ إنّ القيمة الإنسانية تكمن في ذاتها وليس بعمل الإنسان. فالإنسان قيمة بحد ذاته عقليّاً وفكريّاً وروحيّاً، وبقدر ما يحبّ هذه القيمة يكون قادرا على تقديم الأفضل، وينتقل من حبّ الذّات بالقوّة إلى حبّ الذّات بالفعل، بمعنى أنّه يتّخذ خطوات إيجابيّة وعمليّة احتراماً لذاته ومحبّة بها. فلمّا كان حبّ الذّات هو تحديد الإنسان كقيمة، وجب عليه احترامها والاهتمام بها وإظهارها بأبهى شكل ليتمكّن من الحفاظ عليها كقيمة إنسانيّة.

كما أنّه لا يجوز الخلط بين حبّ الذّات والأنانيّة، فالأنانيّة هي حبّ الأنا الظّاهريّ وليس الأنا الحقيقيّ، بدليل أنّها تشوّه عمق الإنسان، وتستحوذ عليه بمساوئها. والأنانيّة هي أن يحدّد الإنسان ذاته كقيمة وفق ماديّات ترتبط به فإن فقدها اعتبر أنّه فقد قيمته، وإن امتلكها ظنّ أنّه اكتسب  القيمة المرجوّة. وهي الإدّعاء بأنّ الإنسان هو محور العالم فينغلق على ذاته ويتقوقع إلى أن ينتهي وحيداً، غير أنّ حبّ الذّات هو اعتبار الذّات الإنسانيّة ذي أهمّيّة في هذا العالم وعليه أن ينطلق فيه للمساهمة في بنائه.

-نظرة الاخر:

انطلاقاً من حبّ الذّات واحترامها، وتثمين القيمة الإنسانيّة، يجدر بالإنسان ألّا يخنق ذاته بنظرة الآخر. فحين تتحوّل نظرة الآخر إلى عنصر أساسيّ في تقييم الشّخص لذاته فسوف يحول ذلك بينه وبين تقييمه الحقيقيّ لذاته، كما أنّه سيفقده ثقته بذاته،  وبقدرته على إظهار القيمة الحقيقيّة لعمله. بيد أنّ نظرة الآخر مهمّة إذا توازت مع تقييم الشّخص لنفسه بحيث أنّه يمكنها تسليط الضّوء على بعض الثّغرات، وبالمقابل تحفيز وتشجيع الفرد في تبيان الصّواب.

على الإنسان أن ينظر إلى ذاته ويقيّمها انطلاقاً من نتيجة العمل ومدى تأثيره الإيجابيّ عليه أوّلاً ثمّ على المحيط، بعيداً عن العواطف والخوف في الانزلاق في تشويه صورته الشّخصيّة. بمعنى أنّ الإنسان غالباً ما يودّ إظهار الصّورة الّتي يرغب في أن يكون عليها  إرضاء لنظرة الآخر، ويغفل بشكل لا إرادي وغير واعٍ عن أنّه يحمل في داخله قيمة حقيقيّة يجب الكشف عنها، ويتّسم بجمال حقيقيّ غير الّذي يحلو في نظرة الآخر.

-الثّقة بالذّات:

ولمّا اجتمع حبّ الذّات واحترام نظرة الاخر دون السّماح لها بتقييد انطلاقة الإنسان، ثبت الإنسان في نفسه ووثق بها لا بل تحدّاها باستمرار ليخرج منها كلّ الإبداع. والإبداع لا يقتصر على الأعمال الجبّارة وإنّما على فعل الأعمال البسيطة بقدرة جبارة وعظيمة، والانطلاق قدماً نحو الأحسن والفضل.

إنّ الثّقة بالذّات تمكّن الإنسان من رؤية ذاته على حالها، فيعرف نقاط ضعفه ونقاط قوّته، فيعزف عن الأولى ويستخدم الثّانية في سبيل تحقيق إنسانيّته الّتي يصبو إليها، موظّفاً إيّاها في شتّى التّجارب الشّخصيّة، ليصبغها بالأمثل والأجود ويحقّق أهدافه بثبات ووعي واتّزان.

كما أنّ الثّقة بالذّات تظهر أهمّية المصالحة مع الذّات وقبولها كما هي والتّأمّل فيها والولوج في أعماقها لتمييز الصّالح فيها من الطّالح فيصقَل الأوّل برفعه وتحفيزه، ويُعمل على تقليص الثّاني في سبيل التّخلّص منه.

ولمّا اجتمعت العناصر المؤدية إلى معرفة الذّات، وكملت الشروط أشرف الإنسان على ملامسة الحقيقة.

قد تبدو النّتيجة صادمة، أو عائقاً للعقل وذلك لأنّه يخضع للمحدوديّة، إلّا أنّ العقل وبرغم محدوديّته يمكنه التّحليق في سماء الحقيقة، من خلال إطلاق الرّوح في فضاء التّأمّل الذّاتيّ، والمحيطيّ، ليبحر في البحث عن الحقيقة.

قد تختلف السّبل إلى الحقيقة، وتتفرّع وتتشعّب الوسائل للوصول إليها، إلّا أنّ الحقيقة واحدة. يتعرّف الإنسان عليها من خلال النّظريّات والآراء، ومخزون الثّقافة الّذي اكتسبه في مسيرة حياته. وأمّا البحث عنها فيتخطّى التّعرّف عليها إلى العمل الفعليّ في التّنقيب عنها عقلياً وروحياً.  ويتطلّب هذا العمل الشّاق والمضني، حبّ الذات ثمّ احترام نظرة الآخر دون جعلها هاجساً مستمرّاً، وثقة بالنّفس عالية وأكيدة فيغامر في رحلة البحث الجدّيّ عن  الحقيقة.

ولا يعرف الإنسان نفسه إلّا بملامسة الحقيقة ومعايشتها، كما أنّه لا يمكنه معرفتها بشكل مطلق، لأنّ معرفتها اليقينيّة تتخطّى العقل والإرادة الإنسانيّة، وإنّما تعيها البصيرة، وتتعايش معها إلى أن يتحرّر الإنسان من ذاته ويعاين الحقيقة وجها لوجه.

وأمّا الحقيقة فيتمّ تعريفها بحسب خبرة كلّ شخص، وبحسب قدرته على اكتشافها. ومتى لامس الإنسان الحقيقة عرف حقيقة ذاته، إذ هي كمرآة شفّافة تظهر للذّات خفاياها، وهي كنور تضمحل أمامه كلّ ظلمة

كن الرجل الذي تتمناه لأختك

كُن الرجل الذي تتمناه لأختِك، مقولةٌ أعجبتني وأردتُها أن تكونَ البدايةَ لسطوري اللاحقة..

عزيزي آدم..

خُلقتْ حواء من ضلعكَ الأعوج؛ لتستندَ إليكَ في حياتِها؛ لتكون لها عونًا أمينًا ومساعدًا وفيًا؛ تُعينها على طاعةِ رب العالمين قبل كل شيء، تُشجعها على  بذل كل جهدٍ يُفيدها، يصقل شخصيتها إيجابيةً وحيويةً وحياة، حواء منذ أن وُلدتْ كانتْ تنتظرُك لتقفِ معها وقفةَ إنسانٍ كريمٍ لا يطعنُها في ظهرها، ولا يخدشُ عفتها وطهرها ولو بكلمةٍ تُسيءُ إلى حيائها، حواء الرقيقةُ كانتْ تحنُ إلى رجولتِك، شهامتكِ، كرامتِك؛ فهل كنتَ كريمٌ معها أم لئيم؟؟

هنّ القوارير سيدي آدم، ما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم، حريٌ بكل الآدميين أن يكونوا أوفياء لتطلعاتهن في الدنيا المثالية، أن يقيسوا مقدار رجولتهم بقدرِ صدقهم معهن، فقوتُهن تكمنُ في ضعفهن الجميل، ومشاعرهن الجياشة التي تُشيع في البشريةِ جمعاء أصدق وأنبل الأحاسيس الإنسانية، فمنذ أن تُولد حواء تُولد معها عاطفة الحنان، مثلما تُولد معك يا آدم نخوة الرجولة؛ فهل كنتَ صاحب نخوةٍ بحق؟

لا أذكر أن حواء خانتْ عهدها مع الحنان والعاطفة والأمومة، نجدُها أبلغ سفيرٍ عن قضايا الإنسانية للشعوب والحضارات كافة، مهمةٌ يفشلُ فيها الرجلُ فشلا ذريعًا حتى وإن كان شاعرًا تفيضُ كلماته رومانسية وحبًا، وعلى حنكةِ حواء في إيجادِ رسائلَ إيجابية عريقة في تقريبِ القلوب عبر عزفِ أجملَ سيمفونيةٍ تراجيديةٍ أو كوميديةٍ حول المشاعر الإنسانية من حبٍ وظلمٍ وتظلمٍ وعطفٍ وحنانٍ وقهرٍ وإبادةٍ وحصارٍ ومرضٍ وألمٍ فإن لديها من شموخِ النفسِ وحلاوة الروح ما تتكسرُ عليه كل آلاعيبِ بعض بني آدم، الذين يتربصونَ بقلب حواء وبناتِها؛ بهدفِ إقصائهن عن معركةِ الحياة أو التقليل من دورهنّ في بناء الكرامةِ الإنسانية، بكل ما تعنيه الكلمة من كرامةٍ وعفةٍ وأخلاق..

لو صعدتْ حواء إلى أعلى المراتب؛ لحصدتْ أرفع الجوائز النبيلة في تقديرها لأهمية تماسك المجتمعات، تماسكٌ لا ولن يقوم إلا على الحب الطاهر العفيف الجميل، حبٌ لا يُشوهه تسلق الرجال عبر استغلالهم السيء لبراءةِ حواء وتلقائيتها في التعامل مع متناقضات الحياة...

يا آدم..

ما خُلقتْ حواء لتتلاعب بها، هي سندُك وبدونها لا قيمة لكَ، حواء هي سرُ سعادتِك إن أحسنتَ التعامل معها، وسرُ شقاوتكِ إن أهنتها يومًا.. 

يا آدم..

الجنةُ بدون ناس ما بتنداس، وحياتُك بدون حواء تفقدُكَ جمالها حتى لو امتلكتَ الذهب والفضة والماس، وأدلُ على ذلك أنه حينما تنتقل زوجتك إلى رحمته تعالى؛ تحزنُ قليلاً أو كثيرًا ثم تُفكر بحواء ثانية؛ لتملأ فراغ قلبك وعقلك؛ هل تُنكر أنك تعشقُ حواء عشقًا يجعلُ السواد الأعظم من الرجال يعشقونّ أن يستولوا على أربعة أو ثلاثة أو اثنتين منهن؟ ولولا أن أغلبكم يحسبُ حسابًا لنظرةِ المجتمعِ أو ردةِ فعل حوائه الأولى لأشبعَ رغباته في أربعة حواءات؛ مستدلاً على ذلك بتطبيق سنة الرسول صلى الله عليه وسلم..

يا آدم..زُين لك حب الشهوات من النساء والقناطير المقنطرة والذهب والفضة؛ فهل احترمتَ الأمانةَ التي منحك الله إياها؟؟

يا آدم..

دع ضميرك يصحو  وأنعشه برد الإعتبار لكرامةِ حواء إن أغضبتها، وإياكَ أن تلعبَ بذيلكِ؛ لتُرضي غروركَ ؛ فمصيرُك أن تجني ما فعلتُه ؛ عندها ستُقلبُ كفيكَ ندمًا، وقتها عزيزي آدم" هل ينفع الندم"؟؟

الاثنين، 11 نوفمبر 2013

الي من يهمها الخبر

كتبت ( احبك ) فوق جدار القمر
(احبك جداً )
كما لم يحببك يوما بشر
الم تقرئيها؟ بخط يدي
فوق سور القمر
و فوق كراسي الحديقة
فوق جذوع الشجر
وفوق السنابل , فوق الجداول , فوق الثمر
وفوق الكواكب تمسح عنها غبار السفر
حفرت ( احبك )فوق عقيق السحر
حفرت حدود السماء ,حفرت الحجر
الم تقرئيها؟
على أوراق الزهر
على الجسر , والنهر , والمنحدر
على صدفات البحار , على قطرات المطر
الم تلمحيها ؟
على كل غصن , وكل حصاة , و كل حجر
كتبت على دفتر الشمس
أحلى خبر
((احبك جدا))
فليتك كنتي قرأتي الخبر

هل تريد معرفة الأنثي ,, تعال هنا ..

الأنثى : كالقهوة ، إذا أهملتها أصبحت باردة ، حتى في مشاعرها .
 عندما تصمتُ الأنثى أمامَ من تُحب ، تأتي الكلمات على هيئةِ دموع !! .
 الأنثى : في البداية تخاف أن تقترب منك ، وفي النهاية تبكي حين تبتعد عنها . قليل من يفهمها .
 الأنثى : لا تريد منكَ المستحيل ، هي فقط تريدك أن تكون مثل الرجل الذي تتمناه أنت لَشقيقتك .
 نِصفُ جمَال الأنثىَ فيْ ردودَ افعالهَا ، إحمِرارَ الخَديْن ، إلتِماعُ العَينينْ ، وضيّاع الحديثَ فيْ حركة اليدينّ المُتعانِقتين خَجلاً .
 الأنثى : إما كيد عظيم ، أو حب عظيم ! . وأنت من يحدد أيها الرجل ، فإن مكرت بها مكرت بك ، وإن أحببتها عشقتك .
 تعْشَقُ الأنثى وردَةٌ حمراءْ ، تأتيهــاْ على حينَ فجأة ، وترضيهــاْ في لحظَة غضَب .
 بِقدر مَا تُحِب الأنثى هي تَغار ، لذا أي أنثى تجُن غيرة ، هي تجُن حُباً .
 الأنثى : تداوي وهي محمومة ، وتواسي وهي مهمومة ، وتسهر وهي متعبة ، وتحزن مع من لا تعرف ، وتبكي يوم (زفافها) ، فارفقوا بها .
 الأنثى : تُحِب أن تُعامل كطفلة دائماً مهما كَبُرت .
 لا 'تطرق' باب قلب الأنثى ، وأنت لا تحمل معك حقائب 'الإهتمام' .
 عندما تغار الأنثى : ارسم قُبلةً عَلى يديها ، دعها تشْعُر بأنها نعمةٌ من الله لديك .
 الأنثى : الهادئة ، الناعمة أكثر ضجيجًا بقلب الرجل .
 الأنثى : وإن قست ؛ فإنها لا تخلو من مشاعر العطف ، والرأفة .
 ومَا الأنثى إلا نبّضہ شفّافہ ،، حسّاسة ،، تخشى العتاب ،، وَيُخجلها المَلام ،، فَانتبه لها يَا منّ تحبها .
 لا يحتمِلُ جُنون الأنثى وغِيرتُها ، إِلا رجُلٌ أحبّها بِصدْق .
 ليس عيِباً ان يتعلم الرجَل من قلب الأنثى شيئا يجعله أكَثر إنسانية ، ورقة .
 الأنثىْ : تَخشىْ الخيانْة ، وَالفقدانْ ، وَالغيابْ ، ولا تسَتطيع بسهولة نسيانْ غائبْ أحَبته ، تظل تراقِبه منْ بعد .
 للأنثى : أن تربي طفلاً بلا أب ، لكن لا يمكن للرجل أن يربي طفلاً بلا أم .
 هنا روعه الأنثى .

كلام رائع يسلم قلمه وفمه ويده الدكتور : عايض القرني .
 مَتى مآ كُنت 'رجُل' تكُن لك «امرأة» .
 مَتى مآ كُنت 'ذكَر' تكُن لك «أنثى» .
 مَتى مآ كُنت 'ملِك' تكُن لك «أميرة» .
 مَتى مآ كُنت 'عاشِق' تكُن لك «متيمة» .
 فلا تكُن 'لاشيء' وتُريدهآ أن تكون «كل شيء» !!
 عندمآ تُنفخ فيك الروح .
ج/ تكون في بطِن اِمرأه .
 عندمآ تبكِي .
ج/ تكون في حُضن اِمرأه .
 وعندمآ تعشَق .
ج/ تكون في قلْب اِمرأه .
 رفقاً بهآ .. فالاُنثى أمانة ،، مآ خُلِقَت لﻹهانة .
 فلتحيا كل أنثي ... متزوجة ، أو عازبة ، أو مطلقة ، أو كانتّ أرملة .
 ستظلين امرأة لم يزدها الزوااج كرامة .. ولن ينقصها الطلاق أنوثة

الجمعة، 1 نوفمبر 2013

كن اديبآ فى الحوار ..تكن عظيمآفى نظر العظماء

من سنن الله في خلقه الإختلاف الواقع بينهم فقد أشار القرآن على ذلك بقوله سبحانه (ولايزالون مختلفين إلا من رحم ربك) يقول الفخر الرازي : والمرادإختلاف الناس في الأديان والأخلاق والأفعال. وعلى هذا دب الخلاف بين الناس فنتج منه التباين في الآراء وإختلاف المشارب التي ينهل كل فريق منهم وصار هناك مضمارا يتسابق فيه العالمون ليوصلهم إلى الحق في المسائل العلمية الغير قطعية في الدين والعقيدة بل مايسوغ بها الخلاف وكذلك المسائل الإجتماعية فأفرزت لنا مايقال عنه الرأي والرأي الآخر, فقد تبنته بعض القنوات على مصراعيه فلم تراعي حدود هذه العبارة فكان حري بنا أن ندخل هذا المنحى ولكن بما تطلبه منا روح الشريعة لنتميز نحن المسلمون عن غيرنا كما فضلنا ربنا تعالى عن غيرنا ... لإمتثالنا لأصول وآداب الحوار كما هو ملاحظ لمن يقلب ناظريه لكلام ربنا ووصاياه لأنبيائه عند فتح باب المناظرة والمحاورة مع المخالفين لدعوة الرسل ,فسبحانه ماألطفه وماأرحمه,فمن هذه الأصول سلوك الطرق العلمية في الحوار ومن هذه الطرق العلمية تقديم الأدلة المثبتة للدعوى وصحة النقل في الأمور المنقولة (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين) ومن الأصول سلامة كلام المحاور من التناقض فالمتناقض ساقط بداهة كقول فرعون عن موسى (ساحر أو مجنون) فأين الساحر المتصف بالدهاء والفطنة من المجنون الذي لا عقل له!!, ومنهاالتجرد وقصد الحق كما يقول أبو حامد الغزالي أن يكون طالب الحق كناشد الضالة لايضره من وجدها ويرى رفيقه معينا لاخصما ..ومنهاوهو عندي أهمها أهلية المحاور إن الجاهل بالشيئ ليس كفؤا للعالم به ولهذا قال إبراهيم لأبيه (ياأبت إني قد جاءني من العلم مالم يأتك فاتبعني أهدك صراطا سويا)إن من البلاءالمبين التحاور مع شخص لايمت لما تتحدث فيه بصلة ,وإن من حق أن لايعلم أن يسأل ويستفهم لاأن يعارض ويجادل ولذا قال الشافعي :ماجادلت عالما إلاو غلبته وماجادلني جاهل إلاغلبني !وآخرها قطعية النتائج ونسبيتها فمن المهم أن تدرك بأن الرأي الفكري نسبي الدلالة على الصواب والخطأ والذي لا يجوز عليهم الخطأ هم الأنبياء عليهم السلام فيما يبلغون عن ربهم وماعدا ذلك فهم تحت المقولة المشهورة: رأيى صواب يحتمل الخطأ وغيري خطأ يحتمل الصواب وبناءا عليه,ليس من شرط الحوار الناجح الإتفاق في كل شيئ فإن حصل فنعم المقصود وهو تمام المنة وإلا فالحوار ناجح إلى قبول مالديهما من أفكار ورأى في المسائل التي يسوغ فيها الخلاف... أما آداب الخلاف فهو لا يخفى على من مثلكم خاصة أثناء الحوار فإسمه يدل على معناه من إلتزام القول الحسن لقوله تعالى (وقولوا للناس حسنا) وتجنب التحدي وإفحام الخصم بالعبارات التي لاتليق بالعاقل الرشيد والنظر بعين السخرية والإزدراء من خلال إبتسامات توحي بالتهوين من شأن المخالف لك!! فغالبا تبادل الإحترام يقود إلى الحق وتعظيم من يبادرك به وأخيرا يجب أن يستقر في ذهنك أيها الغيور على الحق أن من هوواقف أمامك قد يكون أشد غيرة منك فمن الخطأ الفادح حصر الحق في صفك وإختزاله بجانبك ..فردد آمين بحضور قلب عندما يقول الإمام إهدنا الصراط المستقيم..
هذا واسال الله لى ولكم التوفيق..


بـ قلم أحمد ناشب

الخميس، 31 أكتوبر 2013

,, البطانة الفاسدة ,,

من النادر جداً أن يخلوا وزيرٍ ما، أو أي مدير دائرة كبرت أو صغرت من وجود البطانة بأنواعها، وفي هذا المقال تعمدت أن أُسلط الضوء على البطانة الفاسدة، والسبب يعود أن هذه البطانة الفاسدة، حتى وإن كانت في نظر البعض ليست ذات أهمية أو ليس لها تأثير ونفوذ قويان، إلا أنها تعتبر بحد ذاتها العائق الوحيد أمام تطور عجلة التنمية في الوزارات أو الادارات بأنواعها، ملف البطانة الفاسدة أنا أعتبره معقد وشائك بدرجة كبيرة جداً، فهو بداية كل أسباب التذمروالشكاوي التي تحصل في بلادنا من شرقها الى غربها وم شمالها الى جنوبها، لأن البطانة الفاسدة تصور للمسؤول الذي يجلس على كرسيه الوثير في مكتبه القابع خلف أفخم وأرقى أنواع الأثاث المستورد من الماركات العالمية، أقول تصور لهذا المسؤول وهو في مكتبه بأن الأمور كلها "تمام يافندم"!! بينما الحقيقة المرة تقول "لا تمام ولاهم يحزنون"!! وأنا هنا أتسائل عن سبب وجود هؤلاء البطانة، ماهو دورهم؟ وهل وجودهم مطلب ضروري لايتم العمل الا بهم ؟ ألا يمكن للمسؤول أن يسير أمورة بدون وجودهم حوله؟ أترك لكم الاجابه التي أعرفها ويعرفها الجميع ، وأعود وأؤكد بأن الاداري والمسؤول الناجحان لايحتاجان لوجود مايسمى بالبطانة في تسيير أمور العمل ومايقتضيه، فالمسؤول الناجح والذي يتم تعيينه على حسب شهاداته وخبراته ، ينبغي له أن يدير العمل على حسب مايتكىء عليه من خبرات سابقة، وحتى لو فقد الخبره السابقة فإن الشهادة بالتأكيد تغني عن وجود أعضاء البطانة حوله، بمعنى أن المسؤول أو الوزير الناجح في مجال عمله يعرف كيف يدير ويقود عمل المؤسسة أو الوزارة التي يديرها بعين ثاقبة يرى من خلالها الاشياء من وجهة نظره هو ، دون الحاجة لمن يملي عليه ماذا يقول وماذا يفعل ، وهذا أنا أعتبره تدخل مباشر في عمل المسؤول ، فإذا كان يملك الشهادات المؤهلة والتي تكفل له قيادة هذه الإدارة فبطبيعة الحال ليس بحاجة الى بطانة تعزله وتظلل له رأي الشارع وسيره كما تريد هي البطانة بنفسها !! 

إجتثاث البطانة الفاسدة ليست بالأمر الصعب والشائك كما يعتقد البعض ، بشرط أن تتوفر الرغبة والإرادة لإجتثاث هذا السرطان الذي يسمى "البطانة الفاسدة" ، ولكنها تحتاج الى أدوات تمكن من إجتثاثها ، وهذه الادوات متاحة ومتوفرة في علم الادارة الحديث والعمل المؤوسساتي الحديث، الذي يعتمد في أهم مواده على عدم وجود أشخاص تدير دفة هذه المؤسسة ، بل تسند هذه المهمة للمؤهلين ممن يملكون الشهادات العليا في مجال العمل ، بعيداً عن البيروقراطية في العمل والمجاملات التي تضر الوطن وشعبه ولاتفيد بشيء ، لذلك الجميع يعلم أن المحسوبية في التوظيف وكذلك البيروقراطية أثناء العمل والورتين الممل والأنظمة المتهالكة التي لاتستند الى رؤية واضحة تعتبر هي العامل المساعد على تكاثر البطانة الفاسدة في كل إدارة حكومية او حتى خاصة ، وإن كانت في الشركات والإدارات الخاصة قليلة جداً مقارنة بالحكومية ، حتى لدرجة أنه أصبح من النادر جداً أن تخلوا مؤسسة حكومية من وجود البطانة المثبطة والتي ترى العمل من نظرة بسيطة قصيرة المدى .

كم مؤلم ومحبط لنا ونحن نرى المسؤولين وهم غير قادرين على إتخاذ القرار الشجاع والمناسب ، إلا بوجود أصحاب هذه الأقنعة الزائفة والتي لاتريد إلا مصلحتها الآنية فقط ، ضاربه بمصلحة المواطن والدولة عرض الحائط ، فكل ما يهمها هو مصلحتها الشخصية فقط ، ويبدوا أن مانطالب به من عدة سنوات لم يتحقق على المدى القريب ، وأتمنى أن لايأتيني أحد ويقول لي بأن نظرتي سوداوية وأنني متشائم بشكل كبير ! صدقوني لم أعد أهتم عند قرائتي في الصحف الى المشاريع المتعثرة أو الإجراءات المعقدة والتي تسير كـ السلحفاة ببطء شديد لأنني تعودت على مثل هذا بل وربما يكون المفاجىء لدي هو العكس أي عندما تسير الأمور بشكل سريع وتكون المشاريع تتم بوقتها وعمرها المحدد ، وتخلوا مؤوسساتنا من وجود مايسمى بالبطانة الفاسدة ، لأن الموضوع أصبح شيئاً طبيعياً وأقصد وجود الفساد والمفسدين ، ولاأقصد أنه يكون طبيعياً بالنسبه للمواطن لأن المواطن المسكين الذي لاحول له ولاقوة تعود منذ أن ولدته أمه الى هذا الفساد بأشكاله وأنواعه ، ولكن أقصد على مستوى الدولة وكبار المسؤولين ، وإلا ماذا نفسر تشكيل لجنة خاصة لمكافحة الفساد والتي تعرف بـــ "نزاهة" ؟؟؟؟؟!! إذاً الأمر أصبح مكشوفاً وواضحاً للعيان ولانملك لاحول ولاقوة في معالجة هذا الداء الذي زاد عن ذي قبل ، وأصبح تداوله على مستوى كبار المسؤولين شيئاً طبيعياً ولاغرابة في ذلك ! 

 

ختاماً كنت أرغب أن أختم المقال بالدعاء للبطانة بالصلاح كما نسمعه كل جمعة وبعد كل صلاة وفي كل مكان حيث نردد منذً أن ولدت على هذه البسيطة " اللهم هيئ له البطانة الصالحة التي تعينه على الحق والخير .. الخ " !! ولكني فضلت أن أدعوا بدعاء آخر لعله ربنا تبارك وتعالى يجيب لنا حيث أقول "" اللهم ارزق ولاة امرنا البطانه الصالحه التي تألف مابين قلب الحاكم والمحكوم بعمل الخير وابعد عنه البطانه الفاسده التي لاهم لها سوى العيش في رغد "" ..

 

بــ قلم / أحمدناشب

 

 

 

 

 

 

 

الي من يهمه الامر ( لماذا جازان بذات )

جازان، هذه المنطقة الرائعة، اللتي تقع في الجزء الجنوبي الغربي من الوطن الغالي على قلوبنا، أهلها أهل كرم ونخوة وشجاعة، يحبون وطنهم أكثرمن أي شي آخر، ولا أقول هذا الكلام مجاملة أو مداهنة، لا والله، ولكنها عين الحقيقة وكبدها، وهذا بالمناسبة ليس كلامي وأنا المنتمي لهذه الأرض الطاهرة والبقعة الغالية من بلادي، ولكن هذا الكلام يقوله كل من سكن جازان وعرف أهلها وشعبها الطيب والبسيط، وكل من جاور وعايش فرد من جازان، في أي بقعة من المملكة العربية السعودية، لابد وأنه يحتفظ لهم بالحب والإحترام، فكيف لو عاش بيننا ورأى كرم الأهالي وبساطتهم .. دعونا نتجاوز كل هذا، فهذا يعرفه الجميع ولايحتاج لمثل هذه المقدمات، ولكنها مدخل الى موضوع يشتكي منه أهل جازان عامة، ويعتبر دخيل عليهم، فهذا الشعب الطيب لايُكافىء إلا بالطيب، ولكن مؤخراً بدأ ينخر كـ السوس في أجساد هذا المجتمع شيء ما، وغريب على أهل هذه المنطقة، ألا وهو "الفساد"!!! عفواً ماذا قلت "الفساد"؟؟ نعم نعم .. إنه الفساد بشحمه ولحمه، الفساد آفة المجتمعات، وبداية إنهيار التنمية في كل مدينة، بل إنه الانهيار التام وليس البداية، فما أن يبدأ إلا وينتشر إنتتشار النار في الهشيم، وهذا مايحدث لدينا في جازان، فأصبح كل من لايؤدي عمله على الوجه المطلوب في أي مدينة من مدن المملكة العربية السعودية أو مُحافظاتها وكذلك قراها، تكون جازان هي المستقبل الذي ينتظرة، ويكون كرمنا أرحب من أي مكان، ونستقبلة بالورد والحب مُكرهين ومجبورين على ذلك، من غير حول لنا ولا قوة، ولاأعلم من ذلك الذي يقبع خلف مكتبه ويوقع على قرار نقل كل من عاث في الأرض فساداً الى جازان، ولا أعلم من الذي اعطاه فكرة بأننا لانتمني الى هذه الدولة الكبيرة والغالية على قلوبنا، وأن من أبسط حقوقنا أن يتولى مؤوسسات الدولة في جازان رجال على قدرمن الكفاءه والمهنية العالية ..  دعونا نتكلم بصراحة وعلى المكشوف وبالأسماء، وأُخبركم بـ آخر هؤلاء القادمين إلينا من غياهب الفساد، ونفقه المظلم، وطريقه المتعرج الطويل، ألا وهو الاستاذ / محمد الشايع !! وهو الذي كان قبل قدومه الينا رئيس بلدية حفر الباطن، وهنا دعونا نتكلم بصراحة وبكل جرأة، فسيرته الذاتية لاتبشر بخير أبداً، وكذلك لاتبشر بتطوير جازان، ولا حتى بتقديم أبسط الخدمات فضلاً عن تحسينها، بل أن القناعة وصلت عند اهل جازان، وهم يرددون "اللهم أكفنا شره"!! ناهيك عن آمالهم بتطوير مدينتهم، فأهل حفر الباطن وبحكم سعة صدورهم اللتي يُضرب بها المثل بقولهم "خل صدرك شمالي"، لم يطيقوا ويصبروا على مافعله الشايع رئيس بلديتهم الأسبق بمحافظة حفر الباطن، وأما الآن وقد أنتقل "طيب الذكر" الأستاذ محمد الشايع وأصبح أميناً للبلدية في جازان، ياترى ماذا سيفعل أهل جازان، هل لابد لهم أن يتظاهروا ويطالبوا بإقالة الشايع كما فعل أهل حفر الباطن قبل ذلك، وأثمرت هذه المظاهرة عن تحقيق طلبهم، وبالتالي تم  نقلة  "تأديبياً" الى جازان، وهنا لوسألت طالب الصف الأول أبتدائي ناهيك عن الرجل العاقل البالغ عن معنى هذا النقل التأديبي؟ فـ بكل تأكيد سيجيب ويقول لك "أن الفساد سينتقل من حفر الباطن الى جازان"، وكما عملت الفوضى والفساد والخراب حفر الباطن من قبل، ستكون جازان أسوء من حفر الباطن أيضاً، ولكم أن تتخيلوا  أن أهالي حفر الباطن وعبر مواقع التواصل الإجتماعي من فيسبوك و تويتر أرسلوا رسائل العزاء لنا في جازان، والجميع أصبحوا يقولون لنا بصوت واحد "كان الله في عونكم" و "عظم الله أجركم على ماأبتلاكم به"، ونحن بدورنا لانعلم ماذا نفعل!

كما يعرف الجميع بأن الفساد مرضٍ معدٍ، وينتقل بين ضعاف النفوس بشكل كبير، وكما يعلم الجميع بأن النفس أمارة بالسوء، والشيطان لم يمت، وكل هذه المؤشرات توحي بأن الفساد سيزداد عن ذي قبل، وفوق ماهو منتشر وقوي، بالتأكيد سيزداد أكثر وأكثر، وأنا هنا لاأتهم الشايع بشيء، لاوالله، فأنا لاأعرف الشايع إلا بإسمه، وحتى صورته لم أتشرف برؤيتها بعد، ولكن كما يقال بالأمثال "الكتاب واضح من عنوانه"، فأهل حفر الباطن وهم "أصحاب الصدور الشمالية" لم يتحملوا وجوده بينهم، بل والأمر أصبح على مرأى كُل مسؤول وهم يقومون برسائل المواساه والتعزية على الملأ، فهنا نحن بحاجة الى وضع خطوط حمراء على هذا القرار، ولماذا جازن بالذات؟ وليست هذه المرة الأولى ؟ ولن تكون الأخيرة، فقبل الشايع تم نقل موظفون نقل تأديبي الى هنا، بدايةً من الصحة الى المؤوسسات الحساسة الأخرى، ومن يسكن جازان يعرفهم بالأسماء! وبدوري أطرح هذه السؤال : هل كل فاسد يُخل بواجبه يتم نقله الينا ؟؟ عجباً والله! نحنا هنا بـ جازان لاينقصنا الفساد، ناهيك عن أن ينقل كل عام شخص من خارج المنطقة يقولون بأنه أتى الى هنا كـ "نقل تأديبي"، ووهذا المصطلح لتخفيف الصدمة، وكان من المفترض أن تسمى "نقل فاسد الى جازان"! الفساد كما قلت مرض معدي، ينتشر كـ إنشار النار بالهشيم، ولابد من أستئصاله من جذورة، لا كما هو الحاصل حالياً، ينقل موظف من أقصى الشرق الى أقصة الغرب وانتهى الأمر، وذلك بحجة معالجة الفساد، يجب ان يعاقب الفاسد مهما كان، ولاتكفي العقوبة اللتي لاتضر ولاتعطي درساً في المرات القادمة، بل يجب أن تكون قاسية وقاسية جداً، ومالمانع أن تصل حد السجن أو الفصل أو الأثنين معاً، صدقوني لو كان العقاب مناسباً، لما فكر كل سارق وفاسد بأن يفعل فعلته المشينة قبل أن يفعل، بل سيفكر مرات عديدة وعديدة، ولكن الآن وقد أختلط الحابل بالنابل فأسهل شيء هي أن يسرق من يسرق ويفعل مايريد، ولدينا وبكل صراحة، العقوبات لاتتناسب مع السرقة، ولنا في أحداث "سيول جده" شاهداً حياً على ذلك .

ختاماً يعلم الله أن كل هدفي وغاية مرادي هي أن يعيش المواطن الذي يسكن جازان، بعيداً عن الفاسد وبؤورته، وأن يحظى كأي مواطن في هذه البلاد الغالية بحقه كاملاً، دون منغصات وبلا ترجي وتسول من أحد، فبلادنا الغالية لم تقصر على مواطنيها بشيء، بل على العكس تعطي بسخاء وكرم غير محدود، وأميرنا الغالي أمير جازان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز يقف قلباً وقالباً مع المواطن ويدعمه بكل مايستطيع، وأنا منن خلال هذا المقال أُناشٍد أميرنا المحبوب بوضع حد لهذه القرارات العشوائية والإرتجالية، اللتي لاتنم عن دراسة وافية ومستفيضة، بقدر ماهي حلول سريعة ومؤقته وبالنهاية المتضرر من كل هذا القرارات نحن هنا في جازان، وكان الله في عوننا . 

 

بـ قلم / أحمد ناشب