الثلاثاء، 12 نوفمبر 2013

كن الرجل الذي تتمناه لأختك

كُن الرجل الذي تتمناه لأختِك، مقولةٌ أعجبتني وأردتُها أن تكونَ البدايةَ لسطوري اللاحقة..

عزيزي آدم..

خُلقتْ حواء من ضلعكَ الأعوج؛ لتستندَ إليكَ في حياتِها؛ لتكون لها عونًا أمينًا ومساعدًا وفيًا؛ تُعينها على طاعةِ رب العالمين قبل كل شيء، تُشجعها على  بذل كل جهدٍ يُفيدها، يصقل شخصيتها إيجابيةً وحيويةً وحياة، حواء منذ أن وُلدتْ كانتْ تنتظرُك لتقفِ معها وقفةَ إنسانٍ كريمٍ لا يطعنُها في ظهرها، ولا يخدشُ عفتها وطهرها ولو بكلمةٍ تُسيءُ إلى حيائها، حواء الرقيقةُ كانتْ تحنُ إلى رجولتِك، شهامتكِ، كرامتِك؛ فهل كنتَ كريمٌ معها أم لئيم؟؟

هنّ القوارير سيدي آدم، ما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم، حريٌ بكل الآدميين أن يكونوا أوفياء لتطلعاتهن في الدنيا المثالية، أن يقيسوا مقدار رجولتهم بقدرِ صدقهم معهن، فقوتُهن تكمنُ في ضعفهن الجميل، ومشاعرهن الجياشة التي تُشيع في البشريةِ جمعاء أصدق وأنبل الأحاسيس الإنسانية، فمنذ أن تُولد حواء تُولد معها عاطفة الحنان، مثلما تُولد معك يا آدم نخوة الرجولة؛ فهل كنتَ صاحب نخوةٍ بحق؟

لا أذكر أن حواء خانتْ عهدها مع الحنان والعاطفة والأمومة، نجدُها أبلغ سفيرٍ عن قضايا الإنسانية للشعوب والحضارات كافة، مهمةٌ يفشلُ فيها الرجلُ فشلا ذريعًا حتى وإن كان شاعرًا تفيضُ كلماته رومانسية وحبًا، وعلى حنكةِ حواء في إيجادِ رسائلَ إيجابية عريقة في تقريبِ القلوب عبر عزفِ أجملَ سيمفونيةٍ تراجيديةٍ أو كوميديةٍ حول المشاعر الإنسانية من حبٍ وظلمٍ وتظلمٍ وعطفٍ وحنانٍ وقهرٍ وإبادةٍ وحصارٍ ومرضٍ وألمٍ فإن لديها من شموخِ النفسِ وحلاوة الروح ما تتكسرُ عليه كل آلاعيبِ بعض بني آدم، الذين يتربصونَ بقلب حواء وبناتِها؛ بهدفِ إقصائهن عن معركةِ الحياة أو التقليل من دورهنّ في بناء الكرامةِ الإنسانية، بكل ما تعنيه الكلمة من كرامةٍ وعفةٍ وأخلاق..

لو صعدتْ حواء إلى أعلى المراتب؛ لحصدتْ أرفع الجوائز النبيلة في تقديرها لأهمية تماسك المجتمعات، تماسكٌ لا ولن يقوم إلا على الحب الطاهر العفيف الجميل، حبٌ لا يُشوهه تسلق الرجال عبر استغلالهم السيء لبراءةِ حواء وتلقائيتها في التعامل مع متناقضات الحياة...

يا آدم..

ما خُلقتْ حواء لتتلاعب بها، هي سندُك وبدونها لا قيمة لكَ، حواء هي سرُ سعادتِك إن أحسنتَ التعامل معها، وسرُ شقاوتكِ إن أهنتها يومًا.. 

يا آدم..

الجنةُ بدون ناس ما بتنداس، وحياتُك بدون حواء تفقدُكَ جمالها حتى لو امتلكتَ الذهب والفضة والماس، وأدلُ على ذلك أنه حينما تنتقل زوجتك إلى رحمته تعالى؛ تحزنُ قليلاً أو كثيرًا ثم تُفكر بحواء ثانية؛ لتملأ فراغ قلبك وعقلك؛ هل تُنكر أنك تعشقُ حواء عشقًا يجعلُ السواد الأعظم من الرجال يعشقونّ أن يستولوا على أربعة أو ثلاثة أو اثنتين منهن؟ ولولا أن أغلبكم يحسبُ حسابًا لنظرةِ المجتمعِ أو ردةِ فعل حوائه الأولى لأشبعَ رغباته في أربعة حواءات؛ مستدلاً على ذلك بتطبيق سنة الرسول صلى الله عليه وسلم..

يا آدم..زُين لك حب الشهوات من النساء والقناطير المقنطرة والذهب والفضة؛ فهل احترمتَ الأمانةَ التي منحك الله إياها؟؟

يا آدم..

دع ضميرك يصحو  وأنعشه برد الإعتبار لكرامةِ حواء إن أغضبتها، وإياكَ أن تلعبَ بذيلكِ؛ لتُرضي غروركَ ؛ فمصيرُك أن تجني ما فعلتُه ؛ عندها ستُقلبُ كفيكَ ندمًا، وقتها عزيزي آدم" هل ينفع الندم"؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق