الجمعة، 1 نوفمبر 2013

كن اديبآ فى الحوار ..تكن عظيمآفى نظر العظماء

من سنن الله في خلقه الإختلاف الواقع بينهم فقد أشار القرآن على ذلك بقوله سبحانه (ولايزالون مختلفين إلا من رحم ربك) يقول الفخر الرازي : والمرادإختلاف الناس في الأديان والأخلاق والأفعال. وعلى هذا دب الخلاف بين الناس فنتج منه التباين في الآراء وإختلاف المشارب التي ينهل كل فريق منهم وصار هناك مضمارا يتسابق فيه العالمون ليوصلهم إلى الحق في المسائل العلمية الغير قطعية في الدين والعقيدة بل مايسوغ بها الخلاف وكذلك المسائل الإجتماعية فأفرزت لنا مايقال عنه الرأي والرأي الآخر, فقد تبنته بعض القنوات على مصراعيه فلم تراعي حدود هذه العبارة فكان حري بنا أن ندخل هذا المنحى ولكن بما تطلبه منا روح الشريعة لنتميز نحن المسلمون عن غيرنا كما فضلنا ربنا تعالى عن غيرنا ... لإمتثالنا لأصول وآداب الحوار كما هو ملاحظ لمن يقلب ناظريه لكلام ربنا ووصاياه لأنبيائه عند فتح باب المناظرة والمحاورة مع المخالفين لدعوة الرسل ,فسبحانه ماألطفه وماأرحمه,فمن هذه الأصول سلوك الطرق العلمية في الحوار ومن هذه الطرق العلمية تقديم الأدلة المثبتة للدعوى وصحة النقل في الأمور المنقولة (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين) ومن الأصول سلامة كلام المحاور من التناقض فالمتناقض ساقط بداهة كقول فرعون عن موسى (ساحر أو مجنون) فأين الساحر المتصف بالدهاء والفطنة من المجنون الذي لا عقل له!!, ومنهاالتجرد وقصد الحق كما يقول أبو حامد الغزالي أن يكون طالب الحق كناشد الضالة لايضره من وجدها ويرى رفيقه معينا لاخصما ..ومنهاوهو عندي أهمها أهلية المحاور إن الجاهل بالشيئ ليس كفؤا للعالم به ولهذا قال إبراهيم لأبيه (ياأبت إني قد جاءني من العلم مالم يأتك فاتبعني أهدك صراطا سويا)إن من البلاءالمبين التحاور مع شخص لايمت لما تتحدث فيه بصلة ,وإن من حق أن لايعلم أن يسأل ويستفهم لاأن يعارض ويجادل ولذا قال الشافعي :ماجادلت عالما إلاو غلبته وماجادلني جاهل إلاغلبني !وآخرها قطعية النتائج ونسبيتها فمن المهم أن تدرك بأن الرأي الفكري نسبي الدلالة على الصواب والخطأ والذي لا يجوز عليهم الخطأ هم الأنبياء عليهم السلام فيما يبلغون عن ربهم وماعدا ذلك فهم تحت المقولة المشهورة: رأيى صواب يحتمل الخطأ وغيري خطأ يحتمل الصواب وبناءا عليه,ليس من شرط الحوار الناجح الإتفاق في كل شيئ فإن حصل فنعم المقصود وهو تمام المنة وإلا فالحوار ناجح إلى قبول مالديهما من أفكار ورأى في المسائل التي يسوغ فيها الخلاف... أما آداب الخلاف فهو لا يخفى على من مثلكم خاصة أثناء الحوار فإسمه يدل على معناه من إلتزام القول الحسن لقوله تعالى (وقولوا للناس حسنا) وتجنب التحدي وإفحام الخصم بالعبارات التي لاتليق بالعاقل الرشيد والنظر بعين السخرية والإزدراء من خلال إبتسامات توحي بالتهوين من شأن المخالف لك!! فغالبا تبادل الإحترام يقود إلى الحق وتعظيم من يبادرك به وأخيرا يجب أن يستقر في ذهنك أيها الغيور على الحق أن من هوواقف أمامك قد يكون أشد غيرة منك فمن الخطأ الفادح حصر الحق في صفك وإختزاله بجانبك ..فردد آمين بحضور قلب عندما يقول الإمام إهدنا الصراط المستقيم..
هذا واسال الله لى ولكم التوفيق..


بـ قلم أحمد ناشب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق