الخميس، 31 أكتوبر 2013

,, البطانة الفاسدة ,,

من النادر جداً أن يخلوا وزيرٍ ما، أو أي مدير دائرة كبرت أو صغرت من وجود البطانة بأنواعها، وفي هذا المقال تعمدت أن أُسلط الضوء على البطانة الفاسدة، والسبب يعود أن هذه البطانة الفاسدة، حتى وإن كانت في نظر البعض ليست ذات أهمية أو ليس لها تأثير ونفوذ قويان، إلا أنها تعتبر بحد ذاتها العائق الوحيد أمام تطور عجلة التنمية في الوزارات أو الادارات بأنواعها، ملف البطانة الفاسدة أنا أعتبره معقد وشائك بدرجة كبيرة جداً، فهو بداية كل أسباب التذمروالشكاوي التي تحصل في بلادنا من شرقها الى غربها وم شمالها الى جنوبها، لأن البطانة الفاسدة تصور للمسؤول الذي يجلس على كرسيه الوثير في مكتبه القابع خلف أفخم وأرقى أنواع الأثاث المستورد من الماركات العالمية، أقول تصور لهذا المسؤول وهو في مكتبه بأن الأمور كلها "تمام يافندم"!! بينما الحقيقة المرة تقول "لا تمام ولاهم يحزنون"!! وأنا هنا أتسائل عن سبب وجود هؤلاء البطانة، ماهو دورهم؟ وهل وجودهم مطلب ضروري لايتم العمل الا بهم ؟ ألا يمكن للمسؤول أن يسير أمورة بدون وجودهم حوله؟ أترك لكم الاجابه التي أعرفها ويعرفها الجميع ، وأعود وأؤكد بأن الاداري والمسؤول الناجحان لايحتاجان لوجود مايسمى بالبطانة في تسيير أمور العمل ومايقتضيه، فالمسؤول الناجح والذي يتم تعيينه على حسب شهاداته وخبراته ، ينبغي له أن يدير العمل على حسب مايتكىء عليه من خبرات سابقة، وحتى لو فقد الخبره السابقة فإن الشهادة بالتأكيد تغني عن وجود أعضاء البطانة حوله، بمعنى أن المسؤول أو الوزير الناجح في مجال عمله يعرف كيف يدير ويقود عمل المؤسسة أو الوزارة التي يديرها بعين ثاقبة يرى من خلالها الاشياء من وجهة نظره هو ، دون الحاجة لمن يملي عليه ماذا يقول وماذا يفعل ، وهذا أنا أعتبره تدخل مباشر في عمل المسؤول ، فإذا كان يملك الشهادات المؤهلة والتي تكفل له قيادة هذه الإدارة فبطبيعة الحال ليس بحاجة الى بطانة تعزله وتظلل له رأي الشارع وسيره كما تريد هي البطانة بنفسها !! 

إجتثاث البطانة الفاسدة ليست بالأمر الصعب والشائك كما يعتقد البعض ، بشرط أن تتوفر الرغبة والإرادة لإجتثاث هذا السرطان الذي يسمى "البطانة الفاسدة" ، ولكنها تحتاج الى أدوات تمكن من إجتثاثها ، وهذه الادوات متاحة ومتوفرة في علم الادارة الحديث والعمل المؤوسساتي الحديث، الذي يعتمد في أهم مواده على عدم وجود أشخاص تدير دفة هذه المؤسسة ، بل تسند هذه المهمة للمؤهلين ممن يملكون الشهادات العليا في مجال العمل ، بعيداً عن البيروقراطية في العمل والمجاملات التي تضر الوطن وشعبه ولاتفيد بشيء ، لذلك الجميع يعلم أن المحسوبية في التوظيف وكذلك البيروقراطية أثناء العمل والورتين الممل والأنظمة المتهالكة التي لاتستند الى رؤية واضحة تعتبر هي العامل المساعد على تكاثر البطانة الفاسدة في كل إدارة حكومية او حتى خاصة ، وإن كانت في الشركات والإدارات الخاصة قليلة جداً مقارنة بالحكومية ، حتى لدرجة أنه أصبح من النادر جداً أن تخلوا مؤسسة حكومية من وجود البطانة المثبطة والتي ترى العمل من نظرة بسيطة قصيرة المدى .

كم مؤلم ومحبط لنا ونحن نرى المسؤولين وهم غير قادرين على إتخاذ القرار الشجاع والمناسب ، إلا بوجود أصحاب هذه الأقنعة الزائفة والتي لاتريد إلا مصلحتها الآنية فقط ، ضاربه بمصلحة المواطن والدولة عرض الحائط ، فكل ما يهمها هو مصلحتها الشخصية فقط ، ويبدوا أن مانطالب به من عدة سنوات لم يتحقق على المدى القريب ، وأتمنى أن لايأتيني أحد ويقول لي بأن نظرتي سوداوية وأنني متشائم بشكل كبير ! صدقوني لم أعد أهتم عند قرائتي في الصحف الى المشاريع المتعثرة أو الإجراءات المعقدة والتي تسير كـ السلحفاة ببطء شديد لأنني تعودت على مثل هذا بل وربما يكون المفاجىء لدي هو العكس أي عندما تسير الأمور بشكل سريع وتكون المشاريع تتم بوقتها وعمرها المحدد ، وتخلوا مؤوسساتنا من وجود مايسمى بالبطانة الفاسدة ، لأن الموضوع أصبح شيئاً طبيعياً وأقصد وجود الفساد والمفسدين ، ولاأقصد أنه يكون طبيعياً بالنسبه للمواطن لأن المواطن المسكين الذي لاحول له ولاقوة تعود منذ أن ولدته أمه الى هذا الفساد بأشكاله وأنواعه ، ولكن أقصد على مستوى الدولة وكبار المسؤولين ، وإلا ماذا نفسر تشكيل لجنة خاصة لمكافحة الفساد والتي تعرف بـــ "نزاهة" ؟؟؟؟؟!! إذاً الأمر أصبح مكشوفاً وواضحاً للعيان ولانملك لاحول ولاقوة في معالجة هذا الداء الذي زاد عن ذي قبل ، وأصبح تداوله على مستوى كبار المسؤولين شيئاً طبيعياً ولاغرابة في ذلك ! 

 

ختاماً كنت أرغب أن أختم المقال بالدعاء للبطانة بالصلاح كما نسمعه كل جمعة وبعد كل صلاة وفي كل مكان حيث نردد منذً أن ولدت على هذه البسيطة " اللهم هيئ له البطانة الصالحة التي تعينه على الحق والخير .. الخ " !! ولكني فضلت أن أدعوا بدعاء آخر لعله ربنا تبارك وتعالى يجيب لنا حيث أقول "" اللهم ارزق ولاة امرنا البطانه الصالحه التي تألف مابين قلب الحاكم والمحكوم بعمل الخير وابعد عنه البطانه الفاسده التي لاهم لها سوى العيش في رغد "" ..

 

بــ قلم / أحمدناشب

 

 

 

 

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق