الخميس، 9 يناير 2014

مذاق الكذب منذو الصغر

كلمات ذات مفهوم عالي المستوى أظنها لا تواكبنا أبداً خاصة وأن هناك أناس منذ مولدهم إلى هذا اليوم لم يفطموا بعد عن حليب الكذب الذي رافقهم منذ خلقتهم حتى هذه الساعة ! أنا لست متشائماً كما أنني لست حاقداً ولكن ربما لأنهم عانوا من زيادة في سعرات (الكتم) وإرتفاع حاد في ضغط الدم البعض منذ مولده يتجرع الكذب بكل أشكاله وألوانه ويقبله هو ونقبله نحن يقتنع به أحياناً ويقنعنا معه يردده ويحارب من أجله في أحيان أخرى .

(اللهاية) هي أول كذبة يتعلم عليها البعض وأول كذبة ينشأ عليها فعندما يبكي الطفل تبادر الأم إلى وضعها في فمه في محاولة لإسكاته وفي المقابل يفرح الطفل بها يبدأ يرضع فيها لكنه في الحقيقة لا يدري بأنه لو بقي حتى يشيب رأسه يرضع بهذه اللهاية فلن يخرج منها ولو قطرة من حليب نكبر فيكبر الكذب حولنا فتظهر لنا الكذبة الثانية (الغول) أية سذاجية تلك ! على كل حال نتجرع هذه الكذبة كسابقتها بلا حول لنا ولا قوة مع أنه لا وجود لشيء يسمى الغول .

نكبر وتكبر معنا سمفونية الكذب والخوف معاً وأوبرا الوهم والخيال حتى عندما نناهز الثمانين ثمانيين ربيعاً أو خريفاً لم يعد يهم نمرض ونذهب للطبيب فيخبرنا: صحتك عال العال مع أن الأسنان مخلعة وتالفه والظهر مقوس من تعب الدهر وهمومه والأرجل تحمل الجسم المتهالك كما تحمل بيدك سيارة والسكري تغلغل حتى العظام فينا ناهيكم عن الروماتيزم والكلى والأعصاب .

هناك أناس الحياة لديهم ليست سوى أكاذيب بأكاذيب لم تخلف عليهم سوى أوهاماً وخيالات وفي كل المجاملات وبحسب لونك المفضل لتناسب كافة فصول السنة والأذواق رغم ذلك أنا أعشق كذبة واحدة في الحياة هي كذبة (الفزاعة) يا الله حتى على العصافير البريئة نكذب ! الأجمل أننا حتى في كذبنا مكشوفين دائماً حتى أمام العصافير الصغيرة أيضاً فالعصافير تحط على رأس (الفزاعة) أحياناً متحدية العالم بأن الفزاعة مخيفة .

ما يهم هو أننا كبرنا وعرفنا أن اللهاية لن تعطينا حليباً وأن الغول لا حقيقة له إلا أننا ما زلنا نعزف على ألحان سمفونية الكذب من خارطة الطريق  ,,

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق