الأحد، 28 فبراير 2016

الاخ .. جديد الحكمي ,,
بما انني توقفت عن النقاش فى هذا الموضوع الا انك شوقتني للحوار ,,
فهناك أسالب مؤثره من أساليب التربية , قد أثبت جدواه , وفعاليته ,
 وأثره الإيجابي في تربية الأبناء ,وهو منهجي من منهج الإسلام في تربية الابناء ,
 ذلك هو أسلوب التعامل بالثقة معهم .

ولكي أكون أكثر وضوحا ,
 فإليك هذا المشهد الصغير المتكرر في بيوتنا :

"
 الوالد : أين تذهب يابني ؟

الابن : ذاهب لحلقة الحفظ
-
الوالد : اذهب , لكن إياك أن تهرب وتذهب الى مكان اللعب "


فماذا تتوقع ياجديد .. من وقع تلك الكلمات على الابن على المستوى النفسي
 والتربوي إن هي تكررت ؟!

إن وقعها قد يكون صمتا وسكوتا مع كبت نفسي
وتخزين سلبي , وقد يكون كالتالي "
 يقول الولد في نفسه : كل مرة تكرر علي نفس التحذير وكأنني أكذب عليك ياأبي ,
 وكأنني سبق وهربت أو لعبت ,
 إن كثيرا من الأولاد بالفعل يهربون ويلعبون وآباؤهم لايعرفون ,
وأنا أنتظم واصدق وأنت لا تثق في "


وإليك هذا المشهد الآخر :

"
 الاب : هات جوالك ياولد لأنظر ما فيه !

 الابن : جوالي ليس فيه شىء سيىء ياأبي

 الاب : أنا لا أصدقك إلا بعيني , دعني أبحث عن اي شىء سىء فيه

 الإبن : تفضل وابحث كما تشاء .

 الاب : لعلك ظننت انني سأفتشه فقمت بمسح الصور السيئة منه ,
 لك ان تنتظر مني في اي وقت أن أفتشه فاحذر ."


ماذا تتوقع اخي جديد الحكمي ,,  عن وقع هذه الطريقة على الإبن ؟!


إن وقعها قد يكون صمتا وسكونا مع تخزين سلبي ,
 وقد يكون هكذا : إذ يقول الإبن في نفسه : "
 ابي لا يثق في , ويسىء الظن بي دائما ,
 ولا يثق في أخلاقي , ويظنني سىء الخلق أتابع الأمور الخليعة والسيئة ,
 على الرغم من كوني لا أفعل ,
 وحتى لو فعلت هل يظن أن ما يفعله سيمنعني عن الخطأ إذا أردت فعله ؟!
إن الصور موجودة في كل مكان .. !"


إن هذين المشهدين وأمثالهما كثير ,
 لا يساعدان ابدا في تربية الأبناء على الصورة الإيجابية ,
 بل يصبان في الحالة السلبية التي قد تعطينا شخصيات غير مستقيمة .


رأينا شخصا متدينا صاحب خلق , وكان يخاف على أبنائه كثيرا ,
 فيضغط عليهم في المطالب التي يراها حسنة ,
 ويوجب عليهم ما يراه من الأعمال , حتى إنه كان يراقبهم بعدما يخرجون من البيت ,
 ومرة بعد مرة علم الأبناء ذلك وتمردوا على تلك الطريقة ,,,
 وكانت النتيجة بعد فترة أنهم اعوجت سلوكياتهم !

لست أرفض مراقبة الأبناء ,
 بل إنني أحبذ مراقبتهم ومتابعتهم ,
والحرص على معرفة صديقهم وطريقهم وفيم يقضون أوقاتهم ,
 لكن يجب علينا أن نفعل ذلك بحكمة وذكاء .


حكمة تجعلهم يصدقون معنا ,
 وذكاء يجعلهم لايشعرون بالضغط عليهم منا .



الوسيلة المثلى التي تجمع ذلك كله هو أن نبث فيهم أننا نثق فيهم ,
نثق في أخلاقهم , وفي تحملهم المسؤولية , وفي حسن تصرفهم ,
 وفي ذكائهم , ودينهم .



لست معوذا ههنا أن أقول إن هذه الثقة هي ثقة الحكماء ,
 الفطنين , الذين يعرفون أبناءهم وطبائعهم ,
 ويفرقون بين الثقة والتسيب , فلا تنقلب ثقتهم فيهم غفلة عنهم ,
أو دعما لأخطائهم .



كذلك فإن هذه الثقة التي أتحدث عنها لابد أن تتوافق مع أعمار الأبناء ,
 فإن الأعمار الصغيرة تتطلب قدرا من المراقبة مضاعفا ,
 وكلما كبر عمر الولد كلما احتاج لهذا المعنى الذي نتحدث عنه ,
 ولكن من المناسب أن يكبر معه هذا المفهوم , فنبني فيه الشخصية القويمة



-------------------------

تعال نكرر على مسامع أبنائنا تلك الكلمة الرائعة الرنانة المؤثرة " يابني أنا أثق فيك " , " يابني أنا أعلم أنك من خلفي أفضل منك وأنت أمامي " , " يابني الناس يحتاجون لمتابعة ابنائهم أما أنا فابني كله ثقة " ... وهكذا

تعال ننبه عليهم السلبيات تنبيها بأساليب مختلفة ليس فيها نقل سوء الظن بهم اليهم , ولا توقع الكذب منهم .

تعال نذكرهم بالله سبحانه السميع البصير , ونفهمهم معنى المراقبة , ومعنى المسئولية الفردية .

تعال نفهمهم أنهم قدوة لغيرهم , وأنهم أهل للفضائل وأنهم أصحاب مروءات .

تعال نستغل الفرصة المناسبة لنحكي لهم عن قصص في مروءة الأبناء وكيف أنهم كانوا عند حسن الظن .

تعال بنا نحملهم مسؤولية عمل مؤقت ونتركه لهم بالفعل , ونمدحهم إن هم أجادوا , ونعلمهم إن هم أخطأوا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق